أكد رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، أن المملكة تنخرط بفعالية في الترافع من أجل ذكاء اصطناعي أخلاقي يخدم الصالح العام ويحترم حقوق الإنسان. جاء ذلك خلال مداخلته المصورة ضمن افتتاح معرض “جيتكس إفريقيا – المغرب 2025″، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس بمدينة مراكش، والذي يستمر إلى غاية 16 أبريل الجاري، بمشاركة واسعة من فاعلين وخبراء ومؤسسات رقمية من القارة الإفريقية والعالم.
وشدد أخنوش على أن المغرب يحرص، من خلال حضوره النشيط في المنتديات الدولية، على الدعوة إلى إرساء قواعد واضحة ومؤطرة لاستعمال الذكاء الاصطناعي، بما يضمن حماية المعطيات الشخصية ويصون كرامة الأفراد، مشيراً إلى أن “الممارسات المشينة، وعلى رأسها الهجمات السيبرانية، تفرض علينا جميعاً التفكير الجاد والجماعي في آليات تعزيز أمننا المعلوماتي، بما يمكن من التصدي لهذه التصرفات غير الأخلاقية”.
واستحضر رئيس الحكومة مشاركة المملكة في قمة العمل الأخيرة حول الذكاء الاصطناعي، حيث عبّرت عن موقف واضح يتمثل في رفض تحويل إفريقيا إلى مجرد حقل تجارب، مؤكداً على ضرورة أن تكون القارة فاعلاً رئيسياً في صياغة مستقبل التكنولوجيا، لا مجرد متلقٍ سلبي لمخرجاتها.
وأوضح أن المغرب، بفضل التوجيهات الملكية، جعل من الرقمنة أولوية وطنية من خلال إطلاق استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، التي تقوم على دعامتين أساسيتين، أولاهما تطوير إدارة رقمية في خدمة المواطنين والمقاولات، والثانية خلق اقتصاد رقمي منتج للثروة ومحفز للابتكار وخلق فرص الشغل. وفي هذا السياق، أشار إلى أن الحكومة أطلقت عدداً من الإصلاحات، من ضمنها توقيع اتفاقيات مع شركات تكنولوجية عالمية لتطوير الرأسمال البشري الوطني، وتشجيع الاستثمارات، وإحداث آليات تمويل تتلاءم مع طبيعة الشركات الناشئة، إلى جانب تقوية حضور المغرب في خدمات ترحيل الكفاءات في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، ووضع إطار قانوني محفز للابتكار.
وأكد أخنوش على أهمية جعل الرقمنة رافعة للتحول العميق ومحرّكاً للتنافسية الاقتصادية، معتبراً أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة لتحقيق العدالة الاجتماعية إذا تم استغلالها بشكل عادل ومستدام. وقال إن إفريقيا لا ينبغي أن تظل على الهامش تتابع تطورات الثورة الرقمية من بعيد، بل يجب أن تنخرط فيها من موقع الفاعل المنتج والمبادر، داعياً إلى توحيد الجهود من أجل بناء قارة إفريقية تمتلك السيادة الرقمية، وتستثمر في بنياتها التحتية الرقمية، وتربط مناطقها القروية بشبكات الاتصال، وتؤهل شبابها في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.