بمناسبة مرور 100 يوم على تنصيب الحكومة جاء عزيز أخنوش إلى قنوات القطب العمومي للإعلام لتقديم الحصيلة، وزاد من برودة اللقاء برودة فصل الشتاء وهذا المنخفض الجوي، الذي لم يستطع أحد تعديله مع المنخفض الحكومي الخطير، وحاول أن يكون سياسيا لكن مواهبه في هذا المجال لم تسعفه بتاتا، وعندما جاء إلى لغة الحقيقة كان مجانبا لها لأنه ليس لديه ما يقوله في هذا السياق.
كان المواطنون ينتظرون جوهرا فقدم لهم شكلا، كانوا ينتظرون منه أن يحدد بدقة الأوراش التي فتحها والتي تدخل في إطار تنزيل البرنامج الحكومي، غير أنه بدل ذلك تحدث عن فريقه الحكومي، الذي بحث عنه بـ”الفتيلة والقنديل” حتى عثر عليه، مادحا صادحا في حق وزرائه وكفاءاتهم المنقطعة النظير، رغم أن “سقطاتهم وسقطاتهن” لا تكاد تنتهي، وقبلها أشبع التحالف الحكومي إطراء، سقوطه في التناقض عندما قال إنه لا يمكن أن يشرك في الحكومة من جاء في الرتبتين الرابعة والخامسة، رغم أنه شارك في حكومة العثماني وكانت رتبته الرابعة وأشرك معه الاتحاد الاشتراكي وكانت رتبته السادسة.
لكن أهم نقطة كانت في هذا الحوار، وهي استعداد أخنوش للهروب إلى الأمام أو حتى الهروب من الحكومة، لأن الحكومة هي المسؤولية وبدونها تدبير يومي يمكن أن تقوم به شركات المناولة، فما معنى أن يستعيض عن الجواب حول منجزات الحكومة بالقول إنه لا يتوفر على مصباح سحري.
ليس في الحكومات من لديها مصباح سحري، بل المصباح السحري هو حكاية خرافية أصلا، يمكن أن يتسلى بها الكسالى لأن الإنتاج يحتاج إلى جهد وعمل ومثابرة، والحكومة لا يمكن أن تملك هذا المصباح أو حتى خاتم سيدنا سليمان كما يقال، ولكن الحكومة تملك برنامجا وأدوات، حيث وضع الدستور كثيرا من الأدوات والوظائف والإدارات تحت تصرفها، بمعنى أنها تملك وسائل تحقيق البرنامج.
فإذا لم يتوفر عزيز أخنوش على برنامج فلا يهرب في عدم امتلاكه للمصباح السحري أو خاتم سليمان، نحن وجميع المواطنين يعرفون أن الحكومة ليس في ملكها ذلك، ولكن لديها من الإمكانيات الهائلة ما بواسطته يمكن أن تحقق كل أهدافها إن كانت لها أهداف. الحكومة الحالية ليست لها أهداف، أو أنه لديها أهداف غير أنها تختلف عن أهداف المواطنين باعتبارها تمثل “تجمع المصالح الكبرى”.
هذا الحديث بهذه الطريقة هروب غير مبرر، لأن الحزب نال أصوات المواطنين بفضل الوعود الكبيرة التي أطلقها، بل وصلت بهم الوقاحة أحيانا إلى المزايدة، حيث قال محمد أوجار، القيادي في الحزب، في لقاء بألمانيا، إنهم إذا وصلوا إلى الحكومة “غادين يبداوا يصنعوا الطيارات والسيارات ديال بصح”، رغم أن العديد من المشاريع الملكية تؤسس بقوة لهذه الصناعات.
مرور تلفزي ثقيل مُشبع بلغة الخشب وما زال كرسي رئيس الحكومة شاغرا إلى حين.