تعكف المصالح الطبية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط و المستشفى العسكري سيدي سعيد بمكناس، على مباشرة عمليات تحليلات الكشف الفيروسي، حيث تباشر المصالح الطبية، مراقبة صحة المغاربة العائدين من مدينة ووهان الصينية، الذين وضعوا تحت الحجر الصحي بعد انتشار فيروس كورونا، حيث تم استقبال مجموعة من 97 مواطنا مغربيا أعيدوا من مدينة ووهان، إذ ذكر الطبيب المشرف على أن الطاقم ” سيقوم بأخذ عينات لإجراء اختبارات فيروسية في مختبر خاص، من أجل التحقق من أنهم لا يحملون الفيروس، وسيتم الاحتفاظ بهم تحت المراقبة الطبية خلال الفترة التي يمكن خلالها افتراضا الإصابة المرض”.
وكشف إدريس لحلو أمين مسؤول المختبر بمركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، أن” 97 مواطنا مغربيا من العائدين من الصين، والذين تم استقبالهم بالمستشفى، يتم التكفل بهم في أفضل الظروف سواء من الناحية الطبية أو التقنية”، وأفاد الصيدلاني الكولونيل لحلو أمين، وهو أيضا أستاذ علم الأحياء الدقيقة بكلية الطب والصيدلة بالرباط” تأكدوا من أن كافة الوسائل متوفرة من أجل الاستجابة بفعالية لطلب محتمل” في مجال التعامل مع كورونا.
و شدد المسؤول الطبي، على أنه لم يتم إلى حد الآن تسجيل أي حالة إصابة لدى المواطنين المغاربة العائدين من ووهان، أبرز المتخصص في علم الفيروسات أن الوضع يوجد تحت السيطرة بالكامل بفضل الأداء العالي للمستلزمات والبنية التحتية الطبية للمستشفى العسكري ، موضحا “أن مركز علم الفيروسات يتوفر على مصلحتين للعزل متخصصين في الأمراض الشديدة العدوى، وهي بنية تمنع أي خطر الإصابة بالعدوى في علاقة بالبيئة، مشددا على أن ” هذا الأمر يعني أنه لا يوجد أي خطر لتلوث البيئة وأن كل شيء يظل محصورا في الوحدة “.
و أكدت وزارة الصحة، أن عملية إعادة المواطنين المغاربة المقيمين بمدينة ووهان الصينية، تمت في أحسن الظروف، وأن جميع العائدين، والبالغ عددهم 167 شخصا، يتمتعون بحالة صحية جيدة، وأضافت الوزارة، في بلاغ لها، أنه تم استقبال العائدين بكل من مستشفى سيدي سعيد بمكناس، والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، لوضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما، حيث تشرف على رعايتهم فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض، مشيرة إلى أنهم سيستفيدون من تحليلات الكشف الفيروسي في أسرع الآجال، وأفادت انها ستواصل بانتظام إبلاغ الرأي العام الوطني عن مستجدات الوضع الصحي للأشخاص العائدين، وكذا عن تطورات الوضعية الوبائية المرتبطة بهذا الإنذار العالمي.
وكانت رحلة خاصة للخطوط الملكية المغربية تحمل مغاربة ووهان قد حطت الأحد بمطار بن سليمان، وعلى متنها 167 شخصا، منهم 52 سيدة، حيث تم تخصيص فريق مكون من أطباء وممرضين، مدنيين وعسكريين، لمرافقة العائدين من إقليم ووهان حتى مواقع استقبالهم بمستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، حيث تم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما من طرف فرق طبية وتمريضية مكونة ومدربة لهذا الغرض.
وأكدت وزارة الصحة مجددا عدم تسجيل أي حالة مرضية نتيجة الفيروس الجديد حتى الآن مبرزة أنها ستواصل إطلاع المواطنين بشكل منتظم على مستجدات المتابعة الطبية للأشخاص العائدين وكذا على تطور الوضعية المرتبطة بحالة الطوارئ الدولية بخصوص المرض.
و نقل عدد من المغاربة الذين تم إجلاؤهم من مدينة ووهان، إلى مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، حيث استقبل المركز، الذي دشن في 7 مارس 2016، عددا من هؤلاء المواطنين المغاربة الذين سيتم وضعهم تحت المراقبة الطبية الدقيقة لمدة 20 يوما، تحت إشراف فرق مكونة ومدربة لهذا الغرض، بعدما تمت تهيئة وتجهيز مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، بعناية فائقة، بكل المستلزمات الطبية اللازمة من أجل حماية الأمن الصحي للمغاربة العائدين من ووهان الذين سيستقبلهم المركز وأسرهم، مع توفير ظروف راحة مثلى خلال فترة المراقبة الطبية.
ويتوفر المركز على تجهيزات متطورة تمكنه من الاضطلاع بالمهام المنوطة به، والمتمثلة في تشخيص ومعالجة الأمراض التعفنية الفيروسية والبكتيرية والطفيلية والفطرية، وكذا التكفل بالأمراض شديدة العدوى التي تتطلب العزل، لاسيما الأمراض الاستوائية وأمراض السفر، كما يشتمل على وحدتين للعزل من المستوى الثالث (الأنفلونزا الوبائية، الحمى النزفية الفيروسية، أمراض ضعاف المناعة)، والمستوى الثاني (الأمراض المتنقلة بواسطة حامل، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض المرتبطة بالعلاجات، الأمراض الجماعية)، والتي تحتوي على تجهيزات بيوطبية وتقنية ووسائل للوقاية تستجيب للمعايير الدولية.
ويتوفر مركز علم الفيروسات والأمراض التعفنية والاستوائية أيضا على مستشفى نهاري يمكن من التكفل التشخيصي والعلاجي بأمراض داء فقدان المناعة المكتسبة، والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي، وتدبير ومراقبة الأنماط العلاجية المبرمجة أو المحددة في إطار مستعجل، فضلا عن فحوصات طب السفر ،كما يشتمل المركز المشيد على قطعة أرضية مساحتها 5575 متر مربع، على مختبر لعلم الفيروسات يعمل على مراقبة الأمراض الخطيرة على الإنسان والبيئة، وتطوير تقنيات واختبارات جديدة بغرض التصدي للفيروسات الناشئة أو المتغيرات الجديدة، واليقظة الوبائية، والأنشطة المتعلقة بالأمن البيولوجي.
وعرف مستشفى سيدي سعيد بمكناس، الذي سيستقبل بعضا من المغاربة الذين تمت إعادتهم من مدينة يوهان الصينية الخاضعة لحجر صحي من قبل السلطات بعد انتشار فيروس كورونا، عناية دقيقة وجهز بكل الآليات الطبية الضرورية، ويتوفر المستشفى على جميع الهياكل الاساسية والتجهيزات المناسبة للتكفل في أفضل الظروف بهؤلاء المواطنين الذين وضعوا تحت المراقبة الطبية الدقيقة على مدى عشرين يوما، بإشراف طواقم طبية مختصة ومكونة لهذا الغرض.
وجرت عمليات تهيئة الموقع وتجهيزه بهدف ضمان السلامة الصحية للأشخاص العائدين وأسرهم، مع توفير أقصى شروط الراحة خلال مدة المراقبة، وبات المستشفى يتوفر على منشآت جديدة وطاقم مؤهل وترسانة تقنية متطورة في اتجاه النهوض بمستوى التكفل الطبي.
وجاء اختيار مستشفى سيدي سعيد لاستقبال المغاربة العائدين من الصين بناء على جودة الخدمات التي يقدمها، خصوصا من حيث المطعمة المتنوعة، الربط بالأنترنيت عالي الصبيب، الفضاءات الخضراء وفضاءات استقبال الأسر، وبمساحة إجمالية تناهز 5، 4 هكتارات، يتوفر المستشفى على 140 سريرا، وهو جزء من المركز الاستشفائي محمد الخامس بمكناس. ويقدم خدماته الطبية موزعة على أقسام الطب ” أمراض الجهاز التنفسي، والسل” وصحة الأم والطفل.
وتضم هذه البنية أيضا مصالح للاستشارات الخارجية ” المستعجلات، مركز التشخيص، علاج أمراض الفم والاسنان” والخدمات الطبية التقنية “مختبرات، التصوير بالأشعة، مركز الاستشارات الخارجية”.