في تصعيد خطير سبق لحظات دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، اغتالت إسرائيل العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر، فجر الثلاثاء، في مسقط رأسه أستانة أشرفية شمال إيران، في عملية خلفت مقتل تسعة أشخاص آخرين، وفق ما نقلته وكالة فارس الإيرانية.
اغتيال في قلب الشمال الإيراني
أورد التلفزيون الإيراني الرسمي أن صابر، الذي كان ضمن قائمة العقوبات الأميركية، اغتيل داخل منزل والديه، في وقت أكدت مصادر محلية أن المنطقة شهدت سلسلة انفجارات عنيفة، أفضت إلى تدمير أربعة مبان سكنية بالكامل وتضرر عدد من المنازل المجاورة، حسب ما أفاد به علي باقري، مسؤول في محافظة غيلان.
وتأتي العملية بعد أيام فقط من مقتل نجل العالم النووي، البالغ من العمر 17 عامًا، في قصف على منزل العائلة بالعاصمة طهران.
ردود متسارعة وتصعيد محتمل
في أعقاب العملية، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليمات للجيش “بالرد بقوة” على ما وصفه بـ”خرق إيراني” لوقف إطلاق النار، مشددا على أن ضربات إسرائيلية جديدة قد تُوجه إلى أهداف حساسة في طهران.
وقال كاتس في بيان رسمي:
“لن نتهاون مع أي خرق… الرد سيكون مباشرًا وساحقًا في قلب إيران”.
وقف إطلاق النار تحت الضغط
رغم التصعيد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميًا دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، حيث كتب على منصته “تروث سوشيال”:
“وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الآن. من فضلكم لا تنتهكوه!”
وكان ترامب قد كشف في وقت سابق أن الاتفاق يتضمن وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، تبدأه إيران أولًا، على أن تليها إسرائيل بعد مرور 12 ساعة، مشيرًا إلى أن الطرفين أبديا استعدادًا مبدئيًا لاحترام التهدئة.
الشكوك تُخيّم على الاتفاق
إلا أن اغتيال صابر وتبادل القصف الصاروخي بعد لحظات من بدء سريان الهدنة يطرح تساؤلات جدية حول مصير وقف إطلاق النار واستدامته. وقد وصفت أوساط دبلوماسية في نيويورك الوضع بـ”الهش”، وسط مخاوف من انهيار الاتفاق قبل تثبيته فعليًا على الأرض.
خلفية النزاع
وكانت الحرب بين إيران وإسرائيل قد اندلعت في 13 يونيو، بعد هجمات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل إيران، لترد الأخيرة بصواريخ وطائرات مسيّرة طالت قواعد إسرائيلية، من بينها عملية “بشائر الفتح” التي استهدفت قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، مما دفع بالمنطقة إلى شفا حرب إقليمية شاملة.