لم تكد جماهير ريال مدريد والمغاربة يستبشرون بعودة براهيم دياز إلى مستواه المعهود، حتى عاودته لعنة الإصابات مجددًا، لتُطفئ شعلة التألق التي أوقدها اللاعب في الأسابيع الأخيرة. ففي الدقيقة 55 من مباراة فريقه ريال مدريد أمام ريال سوسيداد، التي انتهت بانتصار الملكي بهدفين دون رد في ختام منافسات الدوري الإسباني، اضطر دياز إلى مغادرة المستطيل الأخضر وهو يضع يده على فخذه الأيسر، متألمًا من إصابة في العضلة المقربة.
المشهد لم يكن عابرًا. اللاعب، الذي يحمل الرقم 21، خرج مطأطئ الرأس، تعلو ملامحه خيبة أمل كبيرة، وقد بدا على وشك الانهيار، في لحظة صمت فيها حتى أنصار الريال عن الاحتفال بهدف الفوز، احترامًا لحجم الألم النفسي قبل الجسدي الذي بدا على محيا الدولي المغربي.
وحسب ما أوردته التقارير الطبية الأولية، فإن الإصابة تبدو تكرارًا لمتاعب عضلية سابقة في نفس المنطقة، ما يفتح باب القلق على مصراعيه بخصوص جاهزيته للاستحقاقات المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد التوقف الدولي.
وفي الرباط، بدأ القلق يتسرب إلى الجهاز الفني للمنتخب المغربي بقيادة وليد الركراكي، الذي كان يراهن على دياز كورقة هجومية أساسية في وديتي “نسور قرطاج” و”السناجب”. المنتخب الوطني يستعد لمواجهة تونس يوم الجمعة 6 يونيو في مباراة مرتقبة، تليها مباراة أمام بنين في التاسع من الشهر ذاته. علماً أن الركراكي سيكشف عن قائمته الرسمية يوم الثلاثاء المقبل، وسط حالة ترقب لمدى حضور دياز فيها من عدمه.
إصابة هي الثالثة لدياز هذا الموسم، لكن وقعها هذه المرة يبدو أثقل، لا فقط بسبب توقيتها، بل لأنها تُعيد فتح باب التساؤلات حول جاهزية اللاعب على المستوى البدني، وقدرته على تحمل ضغط المباريات المتلاحقة مع نادٍ بحجم ريال مدريد ومنتخب يطمح لحصد الألقاب.
هل تكون هذه الإصابة مجرد عارض عابر؟ أم أنها ستُقصي دياز مجددًا عن الركض بقميص “الأسود”؟ الجواب رهن الساعات القليلة القادمة، حيث ينتظر الجميع تشخيصًا دقيقًا وحاسمًا لحالته.