وقعت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، عدد من اتفاقيات-إطار، مع الفدراليات والجمعيات الممثلة لمؤسسات التعليم الخصوصي، تهدف لاستفادة العاملين في هذه المؤسسات الخاصة من الخدمات الاجتماعية للمؤسسة، وذلك بعد إبرام الجهات المشغلة لهم لاتفاقيات تنفيذية تجمعها بالمؤسسة، بغرض تنظيم حقوق وواجبات الطرفين.
وأكد يوسف البقالي رئيس مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية و التكوين، على أن ” النهوض بمنظومتنا التعليمية المغربية يرتبط أكثر من أي وقت مضى، بتضافر الجهود وتكامل الأدوار بين مختلف الفاعلين التربويين من القطاعين العام والخاص، ويمكن القول في هذا السياق، أن كليهما يساهم بنجاح في الارتقاء بجودة التعليم في بلدنا، ولا أدل على ذلك من النتائج المشرفة التي يحققها أبناؤنا كل سنة في امتحانات الباكالوريا، وتفوقهم اللافت في الدراسات العليا.
وقال في كلمته صباح أمس بمقر المؤسسة بالرباط ” أن مؤسسة محمد السادس تهتم أساسا بتحسين الظروف الاجتماعية لأسرة التعليم الكبيرة ، بغرض تشجيعها على أداء ومردودية أفضل ، خصوصا في ظل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، الذي يولي عناية مولوية خاصة بهذه الأسرة الجليلة، ويدعو باستمرار إلى إصلاح شامل للمنظومة التربوية بإدماج جميع مكوناتها، فقد كان من الطبيعي إشراك نساء ورجال التعليم العاملين ضمن القطاع الخاص، في الاستفادة من خدمات المؤسسة ، وذلك باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية الوطنية، وعنصرا فعالا في سيرورة نهضتها، حيث بلغ عدد المتمدرسين في مؤسسات التعليم الخصوصي ما يناهز مليون تلميذ وتلميذة، وهذا الرقم يمثل نسبة تقارب 18% من مجموع الأطفال المتمدرسين على الصعيد الوطني.
وعبر شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، عن تقديره لما أسماه المبادرة الطيبة ، مؤكدا أنها تنسجم ومسعى الارتقاء بالمنظومة التربوية وبلوغ نهضة تربوية وطنية، شاكرا كل من ساهم من تحقيق الهدف السامي الذي يرمي إلى الالتفات إلى المورد البشري العامل بمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي، باعتبار هذا المورد الركيزة الأساسية لكل نهوض بالمدرسة وارتقاء بها وتطوير لأدائها.
وأكد بنموسى، على أن التحدي المطروح اليوم أمام المدرسة المغربية، يكمن في تسريع وتيرة تحولها حتى تستجيب لمعايير الجودة، كما يكمن في تعزيز الإنصاف على المستويين المجالي والاجتماعي، ولهذا، فلا بد من عادة ترتيب الأولويات، وتحديد مجالات التدخل الآني، من خلال التركيز على التدابير ذات الأثر على جودة التعلمات، وفق مقاربة جديدة لقيادة التغيير.
وأضاف الوزير ، أنه إذا كان التعليم المدرسي الخصوصي مكون من مكونات المنظومة، فإن التغيير المنشود يشمل مكونات هذه المدرسة وأركانها البشرية والتربوية والتنظيمية لذلك فإن أوراشا كبرى تم فتحها لتأطير وتنظيم هذا التعليم تهم الجانب القانوني والتنظيمي بالإضافة إلى العلاقة مع الأسر التي يجب أن تبنى على مبدأ التعاقد والشفافية، بما ينسجم والتزامات مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في المنظومة التربوية.
وشدد الوزير على أن دور الوزارة بالنسبة للتعليم المدرسي الخصوصي يتمثل في التقنين والمراقبة والتأطير والمواكبة والرفع من الجودة عبر ضمان التكوين المستمر للمدرسات والمدرسين، اعتبارا لدور المورد البشري المحوري في جودة الخدمات التربوية المقدمة، وإضافة إلى التكوين المستمر فإن استقرار المورد البشري والترقي المهني وبيئة العمل السليمة كلها عوامل أساسية في تطوير أداء المؤسسة التعليمية الخصوصية، وفي هذا السياق تأتي هذه الخطوة الهامة اليوم التي تدشن لاستفادة مستخدمي قطاع التعليم الخاص من خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين.
وأفاد الوزير أنه ” لا شك أن فتح باب الانخراط أمام مستخدمات ومستخدمي مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي بكل فئاتهم وأصنافهم في مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين هو بمثابة رسالة اعتراف بنبل الرسالة التربوية التي يضطلعون بها، مما سيعزز الشعور لديهم بالانتماء لمنظومة التربية والتكوين ويفتح باب الابتكار والمبادرات الخلاقة من موقع جديد.
وأشار الوزير الى “أن الوزارة ماضية قدما في الارتقاء بالمدرسة المغربية والرفع من جودة خدماتها، باستحضار انتظارات المجتمع المغربي منها واستثمار مساهمات واقتراحات مختلف الشركاء والمتدخلين وغيرهم من الفاعلين ذوي الإسهام البناء والإيجابي في الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.