يهدد التصاعد الخطير للإصابات بالسلالات الجديدة من “كوفيد 19” بالعودة الى الحجر الصحي، لمنع تدهور النظام الصحي في المغرب، بعد دخول القطاع الصحي في حالة الإنهاك الجماعي، وتفاقم حالات “كورونا”، بعد وصول الحالات الى سقف 10 آلاف حالة، حيث شدد خبراء اللجنة العلمية على أن الأرقام الجديدة للحالات تتجه بالسلطات العمومية على العودة للحجر لأنه السبيل الوحيد لمنع التدهور الكامل للمنظومة الصحية في المغرب، وكشف عبد الفتاح شكيب عضو اللجنة العلمية، أن الوصول الى 16 و 20 ألف حالة سيتجه بااضرورة الى الحجر الشامل او الجزئي لبعض المدن و المناطق.
وكشف الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والخبير في السياسات والنظم الصحية، أن” الحالة الوبائية في المغرب تعرف تسارع في الوضع من حيث ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة التي سُجّلت في الفترة الأخيرة، ويعود ذلك إلى تزامن تخفيف القيود التي أقرتها الحكومة بعد شهر رمضان، مع ظهور متحور “دلتا” الذي أصبح منتشراً في المغرب بنسبة أقل طبعاً من متحور “ألفا” البريطاني الذي يشكل نسبة 80 حتى 90 في المئة من الانتشار بالمغرب.
وشدد في حوار مع “القدس العربي” على أن” تزامن تخفيف القيود التي شملت مجموعة من الإجراءات، سواء بالنسبة للسفر والتجمعات أو غيرهما، إضافة إلى فتح الحدود أمام الجالية المغربية المقيمة بالخارج والسياح أيضاً، وظهور سلالة “دلتا” سريعة الانتشار، إضافة إلى حالة التراخي من طرف المواطنين في احترام التدابير والإجراءات الاحترازية الوقائية، جعل من الحالة الوبائية تسوء نوعاً ما.
و كانت نسبة الفحوص الإيجابية تسجل من كل 100 حالة ما بين 3 أو 4 حالات مصابة بالعدوى. اليوم وخلال الأيام الأخيرة، فقد وصلنا إلى 20 في المئة من الفحوص كلها إيجابية، وهذا مؤشر كبير على انتشار هذا الفيروس، لذلك فإننا اليوم عوض 300 أو 400 حالة كانت تسجل يومياً في وقت سابق، نسجل 4000 حالة إيجابية بشكل يومي، والأرقام مرشحة للتضاعف، حيث كانت نسبة 7 في المئة من الأسرة المخصصة لحالات كوفيد 19 الحرجة، أما اليوم فقد بلغت النسبة 16 في المئة، بل إن هناك مدناً أغلقت أقسام الإنعاش المخصصة لمرضى كوفيد 19، لكنها عادت لتفتح من جديد وتستقبل الحالات الجديدة التي جرى رصدها مؤخراً خلال هذه الموجة الجديدة، وأذكر من هذه المدن الدار البيضاء وفاس ومراكش، التي كانت تعرف معدل تكاثر لا يتجاوز 0.7 في المئة، أما الآن فقد بلغت 1.45 في المئة.
وسجلت الصحة 9428 إصابات جديدة بكورونا المستجد، مقابل 1766 حالات شفاء و27 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الماضية، وذكرت الوزارة في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ”كوفيد-19″، الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 597 ألف و876 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 550 ألفا و882 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 92,1 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 9665 حالة، بنسبة فتك قدرها 1,6 في المائة.
وأصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يبلغ 1641,5 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 25,7 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، فيما يصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا إلى 37329 حالة، وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 169 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 810 حالة، 23 منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و 420 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لـ”كوفيد-19″، فقد بلغ 25,6 في المئة.