نبهت مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، من مخاطر غياب الإلتزام بالحجر لصحي، على تفاقم الحالات المصابة بالفيروس وارتفاع المنحى الوبائي، بشكل مقلق، بعدما رصدت المعطيات تهور بعض الشباب في التجوال بالشوارع، وخرق حالة الطوارئ، ونقل العدوى إلى صفوف العائلات وكبار السن وتشكيل بؤر جديدة، أربكت المنحى المبياني الوباء بالمغرب، وضيعت فرصة الخروج من حالة الحجر الصحي في أقرب وقت، حيث ساهم غياب الانضباط في خسران معركة الانتصار على “كورونا”.
وكشف عبد الكريم بلفقيه رئيس قسم الأمراض السارية في وزارة الصحة أن الوضعية الوبائية خلال شهر رمضان، تجاوزت التوقعات التي تم تسطيرها مبرزا أن ذلك يعود بسبب تكاثر بعض البؤر الوبائية حيث يفوق تعداد المصابين 100 شخص.وأوصح القناة الثانية، أوضح بلفقيه أنه “من الصعب تغيير الحالة الوبائية في الأسبوع المتبقي عن يوم العشرين من ماي”، مضيفا أن “سيناريو رفع الحجر الصحي سوف يكون بالتدريج، اقليم بإقليم وجهة بجهة وفي حال ملامسة تحول على المستوى الحالة الوبائية، هناك إمكانية للعودة لتدابير الحجر الصحي مجددا”.ولفت بلفقيه خلال حديثه أن “مؤشر”R0 ” في بعض الجهات مازال مرتفعا “، موضحا أنه “من الصعب تخفيف الحجر الصحي، خوفا من فقدان المكتسبات التي تم إنجازها منذ بدء الحرب على فيروس كورونا بالمغرب”.
وحذرت مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، الى مخاطر ارتفاع البؤر العائلية والمهنية على الحالة الوبائية بالمغرب، واعلنت المديرية تخوفها من الارتفاع المقلق لحالات خرق الطوارئ الصحية، وغياب الإلتزام بالاجراءات الاحترازية الوقائية بالفضاءات المهنية، داعيا السلطات إلى التشديد على الانضباط لتوجيهات الصحة والإلتزام بالحجر الصحي.
وأدى الاستهثار بحالة الطوارئ الى رفع البؤر، وتفاقم الوضع الوبائى بالمغرب، والتوجه نحو التمديد لحالة الطوارئ، وشكل التراخي وغياب الوعي المجتمعي ببعض المناطق الى فشل للحجر الصحي،والسقوط في ارتفاع الحالات المصابة بفيروس كورونا.
من جهته شدد مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي بالرباط، أن التطبيق المعلوماتي للإشعار وتتبع الحالات المحتملة التي تعرضت لفيروس كورونا، والذي سيتم إطلاقه قريبا، سيمكن من تشخيص الحالات المخالطة للمصابين بالفيروس والتكفل بها بسرعة أكثر.
وكان اليوبي، أشار الى أن هذا الحل المعلوماتي، الذي سيحمل إسم “وقايتنا”، يندرج في إطار تعزيز منظومة تحديد وتتبع الأشخاص المخالطين للحالات المؤكدة بكوفيد 19، حيث سيمكن من التكفل بالحالات المخالطة قبل ظهور الأعراض عليها، وتفادي المضاعفات والوفيات، والحد من انتقال الفيروس لأشخاص آخرين وتفشيه في المجتمع.
وأشار إلى أن هذا التطبيق سيعتمد على تبادل هوية المستخدم عن طريق تقنية (البلوتوث) بين هاتفين ذكيين، أحدهما يعود إلى شخص سيتم تحديده لاحقا كحالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، بينما يعود الهاتف الثاني للشخص المخالط الذي سيتوصل بإشعار يتضمن مجموعة من الإرشادات المتعلقة بكيفية التكفل بحالته.
وأبرز اليوبي أن هذا الحل المعلوماتي سيمكن المنظومة الصحية الوطنية من التوفر على قناة إضافية لتحديد ومتابعة الحالات المخالطة، كما سيساعد البلاد على عدم الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الوباء، وعلى اتخاذ القرارات والتدابير الصائبة لاحتواء تفشي هذه الجائحة والتغلب عليها.
و أوضح العامل مدير أنظمة المعلومات والاتصال بوزارة الداخلية، عبد الحق الحراق، أن هذا التطبيق المغربي المحض تم تطويره من طرف فريق مكون من 40 شخصا من مختلف القطاعات العمومية والخاصة، اعتمادا على مبادئ الذكاء الجماعي والابتكار والمرونة، مسجلا أن هذا المشروع المواطنتي بامتياز، شهد مشاركة طوعية لمجموعة من المقاولات الوطنية الناشئة.
وأبرز الحراق أن هاجس حماية الحياة الشخصية والمعطيات الخاصة للمواطنين كان دائما في صلب المشروع، مؤكدا أن هذا التطبيق، الذي سيتم تحميله بشكل اختياري من طرف المواطنين، سيتم استعماله فقط خلال المدة التي ستستمر فيها الجائحة.
وأشار المسؤول إلى أن التطبيق سيكون متوفرا بمتاجر (بلاي ستور) و(آي أو إس) و(هواوي)، مبرزا أن كل المعطيات التي سيتم تخزينها من طرف التطبيق سيتم التخلص منها بعد انتهاء الجائحة.
وكشف الحراق أنه سيتم إطلاق تجربة واسعة النطاق للتطبيق، ابتداء من الأسبوع المقبل، في عدد من مراكز المجمع الشريف للفوسفاط، على أن يتم إطلاق النسخة الأولى من التطبيق في ما بعد.
يذكر أنه تم تطوير هذا التطبيق تحت إشراف وزارتي الداخلية والصحة، بتعاون مع وكالة التنمية الرقمية والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومساهمة عدد من المقاولات الوطنية.