كشف البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، أن قرار التطعيم بالجرعة الثالثة من لقاحات كورونا، تفسره الأرقام المغربية التي تشير إلى أن أكثر من 80 في المئة من الملقحين الذين توفوا، توفوا بعد ستة أشهر على تلقيحهم بالجرعة الثانية.
وأوضح إبراهيمي في تدوينة له، أن هذه الوفيات تعزى لانخفاض مناعة هؤلاء المكتسبة، ولكونهم من ذوي الأمراض مزمنة، وهو ما اقتضى أن تعزز مناعة هؤلاء بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر عن تلقيهم الجرعة الثانية، إلى جانب أصحاب الصفوف الأمامية لأنهم معرضون للفيروس بنسب كبيرة، ولفت إلى أن هذه المقاربة أوصت بها الوكالة الأمريكية للدواء و الأغذية، ولا تتعارض مع أية توصية علمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي توصي أخلاقيا بتوزيع عادل للقاحات بين الدول وبوجوب تعميم اللقاحات على الدول النامية في إطار عدالة دولية تلقيحية، وبخصوص الخلط بين اللقاحات، فقد أبرز إبراهيمي، أن كل الدراسات العلمية المتوفرة، تثبت أن الخلط ما بين لقاحات مختلفة يعطي مناعة أقوى.
وأكد عضو اللجنة العلمية أن اللقاحات المستعملة حاليا في العالم كلها أصلية، وليست مطورة، وقد أثبتت نجاعتها ضد تطوير الحالات الحرجة في 95 في المئة، لافتا إلى أن المغرب يراقب عن كثب اللقاحات التي تطور ضد السلالات و التي لم تستكمل التجارب عليها، وإمكانية الانخراط فيها، وبخصوص تزامن جرعات ضد الانفلونزا والكوفيد، فقد أكد إبراهيمي أنه لا يوجد أي مانع طبي أو علمي لعدم تزامن الجرعتين.
و كشف خبراء في الصحة، ” أن المناعة الجماعية تتطلب الآن الوصول إلى 87.5 في المائة من مجموع المواطنين الملقحين في حين حقق المغرب حتى الآن 55 في المائة فقط، و أن ” الحماية الآن مرتبطة بتلقي اللقاح، ولن تستطيع المناعة الجماعية حماية بعض الفئات الهشة إن لم تتلق اللقاح، خصوصا أمام الطفرات الفيروسية المتواترة، وأن “أهمية الجرعة الثالثة تكمن في استدراك تجاوب بعض الفئات مع مقاومة الفيروس” ، منبهين الى “نقص فعالية اللقاحات قد يبرز بالتدريج لدى البعض”.
وشدد الخبراء على أن ” المناعة الجماعية وفق الأبحاث تبدأ معالمها بالبروز فور تلقيح أو إصابة 50 في المائة من المواطنين،و أن المغرب قريب من المناعة الجماعية، لكن الأمور كلها رهينة بعدم بروز متحور جديد يربك المنظومة الصحية الوطنية، بعدما خفض متحور “دلتا” كثيرا من فعالية اللقاحات، ووفقا للدراسات الاستشرافية، فالمناعة الجماعية مرتبطة بتلقيح أكثر من 80 في المائة من المغاربة.
و كشف معاذ المرابط منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، أن الوضع الوبائي في المغرب يتحسن أكثر فأكثر، والمنحى النزولي يستمر دون مفاجآت غير سارة منذ سبعة أسابيع، وأوضح المرابط، على حسابه في موقع “لينكدين”، في تعليق موجز حول الوضع الوبائي لـ”كوفيد-19” بعنوان “استمرار تراجع موجة دلتا”، أن المغرب لا يزال في المستوى البرتقالي مع أربع جهات في المستوى الأخضر، وسبع جهات في المستوى البرتقالي وجهة واحدة في المستوى الأحمر، وأضاف أن معدل تكاثر ” سارس-كوف-2 ” بتاريخ 3 أكتوبر 2021 هو 0.84 “+/-0.01″، مشيرا إلى أن مستوى انتقال فيروس سارس-كوف-2 في المغرب معتدل.
وأبرز المرابط، أن “البيانات الأكثر لفتا للانتباه خلال الأسبوعين الماضيين هي أن عدد المرضى الذين غادروا مصالح العناية المركزة والإنعاش بعد تحسن حالتهم الصحية، أعلى من عدد الحالات الجديدة بنفس المصالح”، مذكرا بأن مقياس العناية المركزة كان في المستوى الأحمر لمدة 17 أسبوعا متتاليا، وفيما يتعلق بعدد الوفيات، أشار إلى انخفاض بنسبة 33 في المائة هذا الأسبوع، مضيفا أن الحالات الخطيرة الجديدة انخفضت بنسبة 41 في المائة في الأسبوع الممتد من 20 إلى 26 شتنبر الماضي.
وأشاد المرابط بحسن سير الحملة الانتخابية وانتخابات الشهر الماضي في احترام للإجراءات الاحترازية والوقائية، مشيرا إلى أن “الحالات التي رصدتها بعض مقاطع الفيديو تظل مجرد استثناءات”، وتابع أن “التحدي الآن يتمثل في إنجاح الدخول المدرسي، ولكن أيضا رفع القيود الذي دخل حيز التنفيذ منذ أيام”، وذكر المرابط بأهمية عملية التلقيح والإجراءات الوقائية الفردية والجماعية، والاحترام الصارم للبروتوكول العلاجي الوطني، محذرا من “الإشاعات” التي يتم تداولها بهذا الخصوص.