الانحدار الذي وصل إليه الإعلام الجزائري في تناول قضايا المغرب لم يعد له حد، ويبدو أن خلية الإعلام الحربي في المخابرات الجزائرية فقدت الفرامل وتتوجه رأسا نحو قاع الخابية المليئة بالقاذورات التي تم تجميعها على امتداد خمسين سنة ونيف منذ أن أمرهم محمد بوخروبة الوجدي، المعروف حركيا بالهواري بومدين، بخلق أزمة للمغرب في الصحراء الغربية حتى لا يتطلع إلى المطالبة بالصحراء الشرقية، وفق ما يروي الوزير السابق والمسؤول بسونطراك محمد المالطي في كتابه “القصة السرية للبترول الجزائري”.
قناة الشروق، التي اعتدت على رموز المملكة، معروفة أنها مملوكة للمخابرات العسكرية الجزائرية منذ أن كانت صحيفة ورقية وقبل تطويرها وهي مخصصة للإساءة للمغرب، ناسية أن ما قامت به هو إساءة للشعب المغربي قاطبة دون استثناء، ولا استثناء في المس برموز المملكة، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر أن الصحفيين المغاربة، الذين انتقدوا كثيرا النظام الجزائري، لم يسيئوا بتاتا لرموزه.
كنا في الصحافة المغربية دائما ننتقد حقد النظام الجزائري على المغرب والمغاربة، ورعايته للمرتزقة والخونة، وتورطه في تدريب وتمويل حركة إرهابية، ولكن عندما يتعلق الأمر برموزه يمسك الصحفيون المغاربة عن الكلام، وعندما يتحدثون عن رئيسهم يتمنون له الشفاء العاجل، لكن حقد النظام العسكري الجزائري ذو الواجهة المدنية يتم إنزاله بسرعة نحو منحدر السفالة التي لا حد لها، وهي لغة المنحطين والتافهين، بينما الإعلام، حتى في أقصى تعاطيه الوظيفي خدمة لأجندات معينة، لا ينزل إلى مستوى “واد بوخرارو”.
أمام النظام الجزائري فرصة لإصلاح هذا الخطأ الفادح، الذي ارتكبته قناة الشروق في برنامجها “ويكاند”، وإذا كانت تعتبر الشروق مجرد قناة فهل يسمح القانون الجزائري بالإساءة لرموز الدول الأجنبية؟ وإذا وصلت إلى هذا المستوى فإن العسكر، الذي أصيب بالسعار بعد الانتصارات التي حققها المغرب، يسعى إلى حرق كل أوراقه تجاه المغرب، ومن السهل حرق الأوراق لكن من الصعب التأسيس لعلاقات جوار تتميز بالاحترام حتى لو كانت أسباب التوتر ما زالت قائمة.
لا يمكن أن تقوم العلاقات بين الدول على أساس الحقارة والتفاهة، ولا يمكن تحويل الصحافة إلى كلاب نابحة، في وقت ينبغي أن تكون وسيلة لتحرير الوعي أو على الأقل تؤدي وظيفة الجهة التي تتبع لها دون أن تتطاول على رموز الآخرين، حيث لا يعرف الجار الشرقي الشقي حدود التحدي التي يمكن أن يرفعها المغرب.
من حيث الذاكرة النفسية الجماعية يمكن الحديث عن كراهية أساسها هذا الوجود، الذي نملكه ولا يملكونه، عند الحديث عن الجزائر فنحن إما أمام إيالة تابعة للعثمانيين أو ولاية لفرنسا ما وراء البحار بين السلطنة المغربية فهي إمبراطورية كبيرة لها تاريخ وجغرافية لا يخطئها منصف.