بتعليمات ملكية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، توجه الجنرال دوكور دارمي، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، مرفوقا بوفد عسكري هام، إلى إسرائيل للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول حول التجديد والتحديث العسكري، الذي ينعقد ما بين 12 و15 شتنبر 2022 في تل أبيب، وفق بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وتندرج المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المخصص للعديد من قادة الجيوش ووكالات التجديد في مجال الدفاع، ضمن إطار متعدد الأطراف يروم تشجيع تبادل المعارف والخبرات بين الجيوش المشاركة. كما تهدف هذه المشاركة، يوضح المصدر ذاته، إلى إرساء أسس تعاون متين في مجال الدفاع متعدد الأبعاد والتجديد العسكري، وعلى هامش المؤتمر، يضيف البلاغ، يرتقب أن تجري محادثات ولقاءات بين المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقيادة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي.
و كانت زيارة رئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي شكلت دليلا على العلاقة الثنائية الممتازة بين البلدين و تظهر رغبتهما في السعي بها نحو مستويات افضل عبر تبادل الخبرات و التجارب و برامج بينية للتكوين و تنوبع المشاركات في التمارين و المناورات العسكرية و كذا دعم نقل التكنولوجيا العسكرية للمملكة لمواكبة طموحها للتوفر على بنية صناعية عسكرية محلية، وأكد منتدى “فارماروك” انه على ضوء اتفاق التعاون العسكري بين المملكة المغربية و دولة إسرائيل و زيارة رئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، فان المغرب سيشارك بشكل فعال بعدة مناورات عسكرية خاصة على مستوى القوات الجوية، مع الجانب الإسرائيلي و هو ما سيمكن من تعزيز خبرات صقورنا الذين خبروا سابقا العمل في أجواء دولية من الاحتكاك مع قوات ذات تجارب ميدانية متنوعة و حقيقية.
وكان الجنرال دو كوردارمي الفاروق بلخير المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية استقبل بمقر قيادة القوات المسلحة الملكية بالرباط، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الجنرال أفيف كوخافي رئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة تدوم 3 أيام، لتعزيز التعاون العسكري و الأمني بين البلدين الصديقين بعد عودة العلاقات المباشرة بينهما.
و تأتي زيارة الجنرال أفيف كوخافي رئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي للمملكة في وقت تعرف فيه علاقات البلدين تطورا ملحوظا على عدة مستوى لجعلها في مستوى طموح و تطلعات شعبي البلدين بعيدا عن عقد الماضي و الخطابات القومية التي ساهمت في إطالة أمد نزاع افتعله البعض و راح ضحيته أجيال من خيرة شباب المنطقة و أقبرت من خلاله أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
وقد ساهمت عودة العلاقات المباشرة بين دول عربية و إسرائيل فتح إمكانية التواصل المباشر حتى في وقت الأزمات، و حقق من خلالها المغرب نتائج ميدانية ملموسة كان آخرها فتح معبر الملك الحسين/ألنبي بشكل دائم في وجه الفلسطينيين، و إعادة الحديث رسميا حتى في خطابات الولايات المتحدة الأمريكية عن حل الدولتين و مبادرة السلام العربية كأرضية للنقاش بين الفلسطينيين و الإسرائيليين في سبيل الوصول إلى حل دائم يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني و يحقق طموحه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل، و يحفظ الأماكن المقدسة بالقدس الشريف تحت الوصاية الهاشمية الأردنية و لجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
ولإن كان التقارب المغربي الإسرائيلي يزعج ليس فقط دول الجوار المغاربي و انما دول بالشرق الٱوسط كذلك، فان ذلك لن يدفع المملكة للتراجع عن ارتباطها الروحي بالقدس و مكانتها المحورية في هذا النزاع، و لا عن مكتسابتها الوطنية من التقارب مع إسرائيل سواء على المستوى الدبلوماسي و السياسي و الاقتصادي و العسكري و الأمني و غيرها.
وكتب منتدى فارماروك ان التعاون المغربي الإسرائيلي على المستوى الأمني و العسكري، انطلاقا من خبرات البلدين المشتركة كأحد أكفئ القوات العسكرية و الأمنية من ناحية الرصيد و التنظيم الميداني و قوة استخباراتهما… يمكن ان يفتح المجال أمام المملكة للاستفادة من التطور الذي عرفته دولة إسرائيل على مستوى التكنولوجيا و الصناعة الدفاعية (في الوقت الذي كان يولول البعض حتى صاروا في ذيل مؤشرات النمو بالعالم) و كذا الخبرات القتالية لأفرع جيش الدفاع، بهدف تعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية حقيقية ومركز للاستقرار و قطب للتنمية و التطور و المتحدث الرئيس لقوى العالم بالمنطقة.