انطلقت المناورات العسكرية المغربية الأمريكية بـ “الأسد الإفريقي 2021″، المنظمة بأكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية، بناء على التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، حيث قال الجنرال دوكور دارمي، بلخير الفاروق، قائد المنطقة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية، “لقد بلغ هذا التدريب، بلا شك، درجة من النضج تشهد على متانة علاقات التعاون بين جيوشنا”، وأضاف أنه “من المناسب التأكيد على أن التحولات الجيوسياسية العالمية، تحمل معها مجموعة من التهديدات والتحديات التي تختبر العمل العسكري، الذي يجب أن يكون متعدد الجنسيات أكثر فأكثر من أجل فهم أفضل للطوارئ والاكراهات في مواجهة التهديدات المختلطة، والتي تتطلب أساليب عمل غير مألوفة”.
وذكر الجنرال الفاروق، أنه من أجل الاستجابة للمتطلبات الراهنة المتعلقة بالعمل العسكري المشترك، فإنه أضحى من الضروري تطوير العمل المشترك بين الجيوش، والذي يجب أن يكون ضمن القوات متعددة الجنسيات.
من جهته، أكد الجنرال أندرو روهلينغ، نائب قائد الجيش الأمريكي بأوروبا وإفريقيا، أن الأسد الأفريقي هو “أكبر تدريبات عسكرية أمريكية في القارة الإفريقية”، وأضاف روهلينج “لقد طورنا تمرينا سيوفر تدريبا جيدا لجميع المشاركين مع الحفاظ على صحة وسلامة الجميع”، مشيرا إلى أن الأسد الإفريقي يقدم تدريبا يتسم بالواقعية والدينامية والجاهزية، وقال “معا، سنعمل على تحسين العمل المشترك والتعاون متعدد الجنسيات، مع خلق روابط متينة بين القوات المسلحة المشاركة”.
يشار إلى أن النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين تعرف، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا، كما أن هذا التمرين، الذي يعتبر من بين أهم التدريبات المشتركة في العالم، له أهداف متعددة من بينها : تعزيز قدرات المناورة للوحدات المشاركة؛ وتعزيز قابلية التشغيل البيني بين المشاركين في تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة في إطار التحالف؛ وإتقان التكتيكات والتقنيات والإجراءات؛ وتطوير مهارات الدفاع السيبراني؛ وتدريب المكون الجوي على إجراء العمليات القتالية والدعم والتزويد بالوقود جوا؛ وتعزيز التعاون في مجال الأمن البحري وإجراء التدريبات البحرية في مجال التكتيكات البحرية والحرب التقليدية؛ وأخيرا، القيام بأنشطة إنسانية.
وتشتمل النسخة 17 “للأسد الإفريقي 2021″، بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي.
من جهة أخرى، وفي إطار الأنشطة الإنسانية الموازية، سيتم نشر مستشفى طبي جراحي ميداني في إملان (تافراوت)، حيث سيتم تقديم الخدمات الطبية والجراحية لصالح السكان المحليين في المنطقة، من قبل فرق طبية مكونة من أطباء وممرضين من القوات المسلحة الملكية والجيش الأمريكي.
و أكد الخبير الأمريكي ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي والعسكري التابع لمركز التفكير الأمريكي المرموق “معهد هدسون” ومقره واشنطن، أن التمرين المشترك “الأسد الأفريقي 2021” ، الذي يعتبر من أهم التدريبات المشتركة في العالم ، يعد “شاهدا على استمرارية السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه المغرب” ، الشريك الأساسي للسلام والاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط. وقال الخبير الأمريكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “مناورات الأسد الإفريقي ربما تشكل أهم تمرين عسكري تشارك فيه الولايات المتحدة بالقارة الإفريقية. الأمر لا يقتصر فقط على المغرب والولايات المتحدة ، فالتمرين يعرف مشاركة آخرين، لكن نواته الصلبة هي بالطبع التعاون بين المغرب والولايات المتحدة والذي قوامه شراكة عسكرية مهمة بين البلدين وجهود مشتركة ” في مواجهة العديد من التحديات الأمنية، وأضاف أن “المغرب هو أحد المساهمين الأوفياء للأمن الإفريقي ويضطلع بدور هام في مكافحة الإرهاب”.
وبناء على التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انطلقت اليوم الاثنين بأكادير التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة “الأسد الإفريقي 2021”.وستتواصل هذه التدريبات إلى غاية 18 يونيو الجاري بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية.بالإضافة إلى التكوين والمحاكاة في مجال أنشطة القيادة وكذا التدريب على عمليات مكافحة المنظمات الإرهابية العنيفة، ستشتمل النسخة 17 “للأسد الإفريقي 2021” على تمارين للقوات البرية والجوية والبحرية، بالإضافة إلى تمارين التطهير البيولوجي والإشعاعي والنووي والكيميائي.
وذكر بلاغ للقیادة الأمریكیة لإفریقیا أنه بأكثر من 7000 مشارك من تسع دول ومن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، یعد الأسد الأفریقي أكبر تمرین للقیادة الأمریكیة لإفریقیا، حيث یركز التدریب على تعزیز جاھزیة قوات الولایات المتحدة والدول الشریكة.
وقال قائد القیادة الأمریكیة لإفریقیا، الجنرال ستیفن تاونسند، إن “الأسد الإفریقي 2021 ھو التدریب الرئیسي السنوي المشترك والأكبر للقیادة الأمریكیة لإفریقیا، وإنه مثال ممتاز لالتزام الولایات المتحدة الطویل الأمد تجاه إفریقیا واعترافھا بالأھمیة الاستراتیجیة لإفریقیا بالنسبة للولایات المتحدة”، وأضاف البلاغ أن الأسد الافریقي 21 يعتبر تدريبا متعدد المجالات والمكونات والجنسیات، والذي سیستخدم مجموعة كاملة من قدرات المھام بھدف تعزیز قابلیة التشغیل البیني بین الدول الشریكة وتعزیز القدرة على العمل في مسرح العملیات الإفریقي، وأشار الجنرال تاونسند إلى أن “ھذا التمرین یركز بالأساس على الجاھزیة. جاھزیة شركائنا وجاھزیة قواتنا، فھو یجمع بین مختلف الأفكار والخبرات والقدرات مما یجعلنا في النھایة شركاء أقوى وقوة متعددة الجنسیات أكثر قدرة”.
وأوضح البلاغ أن معظم أنشطة الأسد الأفریقي تنتشر في جمیع أنحاء المغرب، من القاعدة الجویة في القنیطرة في الشمال إلى طانطان ومجمع تدريب بن جرير لبويهي جنوبا، مسجلا أن هناك أنشطة تنفذ في السنغال وتونس، وستتمیز المناورات التدریبیة الجویة، بتنسیق من القوات الجویة الأمریكیة في أوروبا وإفریقیا، بمناورات جویة أمریكیة-مغربیة تشمل قاذفات ومقاتلات وإعادة تزوید بالوقود في الجو.
وتشمل المناورات البحریة تدریبات بحریة لإطلاق النار ومناورات بحریة متعددة تشارك فیھا القوات البحریة الأمریكیة والمغربیة وقدرات الاستجابة للأزمات، وفقا للمصدر ذاته، مضيفا أن جنود سلاح الجو الأمریكي من الحرس الوطني الجوي لولایة (یوتا) سينظمون حدثا لتقديم المساعدة الميدانية الإنسانية في المغرب.
وسجل البلاغ أن ولاية “يوتا” تجمعها شراكة مع المغرب كجزء من برنامج شراكة الولايات المتحدة مع الدول الإفريقية، والذي ترعاه القيادة الأمريكية لإفريقيا، مشيرا إلى أن 15 دولة إفريقية تشارك في هذا البرنامج، وقال تاونسند إن “الأسد الإفریقي ھو مفتاح بناء وتعزیز الشراكات في المنطقة، إنه یوفر فرصة للتعلم المتبادل بین الولایات المتحدة وشركائنا الأفارقة ویفید المشاركین من خلال تعزیز قابلیة التشغیل البیني والجھود الجماعیة نحو تعزیز الأمن والاستقرار في جمیع أنحاء المنطقة”.
واعتبرت القیادة الأمریكیة لإفریقیا أن أھمیة التدریب والقدرة على تعلم كیفیة العمل في بیئة كوفید-19، جعلت من الأسد الافریقي أولویة لعام 2021، وقال تاونسند “لم یغیر كوفید-19 تركیزنا على التواصل مع شركائنا في إفریقیا. ونظرا لإلغاء الأسد الإفریقي العام الماضي، كان لدینا السبق في التخطیط لتمرین ھذا العام”، وأضاف الجنرال الأمريكي ”نحن ندرك مدى أھمیة ھذا التدریب لقواتنا ولشركائنا وكیفیة العمل بشكل أفضل في بیئة كوفید المتدھورة. وسنعمل لضمان نجاح التدریب مع اتخاذ الإجراءات الاحترازیة اللازمة لكوفید-19 من أجل القیام بذلك”.
وأشار البلاغ إلى أن قوة مھام الجیش الأمریكي لأوروبا الجنوبیة وإفریقیا استلمت المسؤولیة الرئیسیة عن تمرین الأسد الإفریقي في عام 2019 من قوات المارینز الأمريكیة.