بدأت أفواج حجاج بيت الله الحرام، فجر اليوم الجمعة، في أداء أحد أبرز مناسك الحج، برمي جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وسط تنظيم محكم، وتدفق انسيابي للحشود، عكس جاهزية واستعداد مختلف الجهات المعنية بتنظيم شعيرة الحج.
وشهدت منشأة الجمرات متعددة الأدوار انسيابًا واضحًا في حركة الحجيج، بعد أن تم توزيعهم على مسارات خاصة وأوقات محددة للرمي، وفق خطط تشغيلية دقيقة ساهمت في تجنيبهم الازدحام وضمان أداء الشعيرة في أجواء آمنة وميسّرة.
وسُيّرت عملية الرمي على دفعات متدرجة، وفق آلية توزيع زمنية تراعي كثافة الحشود، حيث تنقل الحجيج من مشعر مزدلفة إلى منى باستخدام قطار المشاعر أو الحافلات أو المشي على الأقدام، وسط خدمات أمنية، وصحية، وتنظيمية مكثفة.
وقد خُصصت جسور وممرات مشاة تربط الجمرات بمخيمات الحجاج، مما سهّل عملية الوصول والعودة، وساعد في المحافظة على أمان الحشود وسلامتهم خلال هذه المرحلة الحساسة من مناسك الحج.
وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الكبرى، شرع الحجاج في أداء بقية نسك يوم النحر، بدءًا من ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ومن ثم التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، وهي أعمال يجوز ترتيبها على غير الترتيب وفق ما ورد عن النبي ﷺ.
وتعد شعيرة رمي الجمرات من أعظم مناسك الحج رمزية، لما تحمله من معانٍ في رفض الشيطان ومخالفة الهوى، ويؤديها الحجاج تأسّيًا بفعل سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ويشهد موسم الحج هذا العام تطبيقًا صارمًا لخطة التفويج، واستخدامًا واسعًا للتقنيات الحديثة في التتبع والتنقل والخدمات اللوجيستية، بما يعكس تطور منظومة الحج عامًا بعد عام.
ويُنتظر أن يواصل الحجاج بعد الانتهاء من شعائر يوم النحر، المبيت في منى ورمي الجمرات في أيام التشريق، في أجواء يملؤها الخشوع والدعاء، وسط جهود ميدانية متواصلة لضمان راحة ضيوف الرحمن.