خيم الثلاثاء هدوء غير مألوف في عيد الميلاد على مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة حيث تقع كنيسة المهد التي غابت عنها المظاهر الاحتفالية.
لكن بالنسبة للبعض، مثل هشام مخول، فإن قضاء عيد الميلاد في المدينة حيث الكنيسة التي يعتقد المسيحيون بأنها موقع ولادة يسوع المسيح، يشكل “مهربا” من الحرب بين إسرائيل وحماس المتواصلة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقال مخول القادم من القدس تعليقا على معاناة الفلسطينيين في القطاع المحاصر “ما نمر به صعب للغاية ولا يمكننا نسيانه تماما”.
وأضاف أن التوجه إلى بيت لحم “مهرب.. لبضعة أيام أو أسبوع، ليس أكثر من ذلك”.
وفي وسط بيت لحم، نظ م الكشافة مسيرة في شارع التسوق الرئيسي بينما ردد الأطفال أناشيد عيد الميلاد رافعين لافتات كتب عليها “أوقفوا الإبادة في غزة الآن”.
وعادة ما تضاء شجرة عبد الميلاد الضخمة في ساحة المهد لكن هذا العام الثاني على التوالي الذي يتخذ فيه قرار بعدم إقامة أي احتفالات كبيرة احتراما لمعاناة الفلسطينيين في غزة.
لكن مخول يصر على قضاء فترة عيد الميلاد في بيت لحم الواقعة على بعد حوالى 10 كيلومترات عن القدس.
وقال “رغم أن هذه السنة مختلفة كثيرا عن السنوات الأخرى، ما زال وجودنا هنا يحمل أهمية بالغة بالنسبة لنا”.
وعب ر مخول من أمام تمثال جيروم ستريدون، الكاهن المسيحي الي ترجم الإنجيل من العبرية إلى اللاتينية، عن فرحته لرؤية “الأطفال السعداء في المكان والعائلات المسيحية تحتفل”.
ورغم أجواء الحزن، يجد بعض المسيحيين في الأراضي المقدسة والبالغ تعدادهم 185 ألفا في إسرائيل و47 ألفا في الأراضي الفلسطينية، ملاذهم في الصلاة أملا بمستقبل أفضل.
وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لفرانس برس “نصلي ونطلب من الرب أن ينهي معاناتنا، بأن يمنح هذا الجزء من العالم السلام الذي ننتظره، السلام الذي حمله يسوع إلى العالم”.
ووج ه بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا الذي ترأس قداسا في غزة الأحد رسالة أمل مشابهة بينما استعد لترؤس قداس في منتصف الليل في بيت لحم.
وقال في خطاب خارج مركز السلام بيت لحم “وصلت بالأمس من غزة. ورأيت كل ما تم تدميره، الفقر والكارثة. لكنني رأيت أيضا الحياة، إنهم لا يستسلمون. لذلك لا ينبغي عليكم أن تستسلموا أيضا”.
وأضاف من أمام العلم الفلسطيني “نحن أقوى ننتمي إلى النور لا الظلام”.
وأضاف “نريد العام المقبل بأن نرى أكبر شجرة عيد ميلاد على الإطلاق”.
من جهتها، قالت كريستيانا فون دير تان وهي ألمانية وصلت مع زوجها لقضاء الإجازة مع ابنتهما الصحافية في تل أبيب إن الهروب من النزاع أمر مستحيل حتى بالنسبة للسياح.
وقالت “كان هناك هجوم صاروخي في تل أبيب الليلة الماضية وكان الأمر مخيفا بعض الشيء”.
س مع دوي صفارات الإنذار في تل أبيب خلال الليل وأعلن الجيش اعتراض مقذوف أ طلق من اليمن.
وقالت فون دير تان “اضطررنا للتوجه إلى ملجأ.. كانت تجربة فريدة. لا يمكنك أن تنسى بأنك في بلد يعيش حربا”