سجل المغرب مساء أول أمس الإثنين أول حالة من سلالة فيروس كورونا المتحور، بعد ظهورها في العالم منذ حوالي شهرين، وهي سلالة خطيرة بالنظر لسرعة انتشارها، ودخلت للمغرب في وقت خطير تكاد المنظومة الصحية أن تكون صفرا على الشمال، وفي وقت توجد الحكومة في نوم عميق لأن هذه السلالة قد تفرض حجرا صحيا شاملا وإغلاقا تاما بما يعني ركودا اقتصاديا كبيرا لم يتم الإعداد له.
هذه الحكومة فاشلة في تدبير الشأن العام في الأوقات العادية، وبالتالي لا يمكن التعويل عليها في التصدي لهذه الحالة النادرة من الجوائح، فهي حكومة لا تتعاطى مع الكوارث وغيرها إلا أنها أمورا عادية، ولم تتحدث نهائيا عن الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، والجائحة سكتت عنها لولا التدخل السريع لجلالة الملك محمد السادس، الذي أمر بتدبير الأمر عن طريق صندوق مواجهة الجائحة، الذي تم تمويله من خلاله القيمة التضامنية للمغاربة حيث تم تمويله من خلال مساهمات المواطنين والشركات والمؤسسات.
نحمد الله لأن وزير الصحة خالد أيت طالب، بكل الهالة المحاطة به، نزل شخصيا ليعلن اكتشاف أول حالة من فيروس كورونا المتحور، والحمد لله أنه لم يقل للمغاربة: لا علم لي بذلك، مثلما قال عن اللقاح وما زال يقول بأنه لا يعلم تاريخ وصوله ويوم سيخبرونه سيخبر المواطنين ولا ندري من سيخبره إن لم يكن المسؤول الأول عن قطاع الصحة.
أخبرنا الوزير عن تسجيل أول حالة من السلالة الجديدة، وما زلنا لم نعرف مآل ومصير اللقاح لمواجهة السلالة الأولى. نعرف أن الشركات المنتجة للقاح تؤكد أنه يصلح للحالتين، لكن في بلد لم تبدأ الوزارة الحملة الأولى لا يمكن أن نسألها عن الحملة على السلالة الجديدة.
أخطاء قاتلة يرتكبها بعض المسؤولين في حق الوطن، فقد قضيت أكثر من أربعة أشهر أو خمسة نتعايش مع حالات قليلة من فيروس كورونا، إلى أن جاء عيد الأضحى، وحيث طبعا لا يمكن منع الناس من الأضحية، إلا أن الحكومة لم تتخذ أي إجراء يذكر سوى فتح المجال على مصراعيه لتنقلات الناس مما تسبب في ارتفاع مهول للإصابات بعد العيد.
اليوم نعيش حالة شبيهة بحالة ثاني مارس من السنة الماضية يوم دخلت أولى حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، وخرجت الحكومة تعتبر الأمر عاديا جدا، ولا يمكن أن يشكل قلقا بل تمت نصيحة المواطنين بعكس ما ينبغي أن يلتزموا، ولولا سرعة التفاعل الملكي مع الحدث لكانت كارثة كبرى في المغرب إذ تم إعداد المواطنين خلال الثلاث أشهر الأولى بعد فرض الحجر الصحي ومكنت هذه المدة من استيعاب الجائحة ومخلفاتها.
الوزير اكتفى بإخبارنا جزاه الله عنا كل الجزاء بأن الفيروس المتحور وصل وهي قمة الشفافية في التواصل بينما اللقاح ومصيره فلا يدخلان في الشفافية.