تحولت ملاعب الدوري السوبر الصيني لكرة القدم إلى ساحة معركة في ظل النظام الاستثنائي الذي فرضه تفشي فيروس كورونا المستجد، ووجد الحكام أنفسهم مضطرين إلى توزيع عشرات الإنذارات و12 بطاقة حمراء على الأقل في 8 مباريات أقيمت حتى الآن في المرحلة الثانية.
وكان من المقرر أن ينطلق الموسم الجديد في فبراير الماضي، لكن تفشي «كوفيد-19» الذي ظهر في مدينة ووهان للمرة الأولى في ديسمبر الماضي، دفع إلى تأجيل الموعد حتى 25 يوليو.
وفي ظل التأخر الذي فرضه «كوفيد-19»، اضطر القائمون على الدوري السوبر لتعديل نظامه وتوزيع الأندية الـ16 على مجموعتين وزعت مبارياتها على مدينتي سوجو بالقرب من شنغهاي وداليان الشمالية الشرقية.
وانتهت المرحلة الأولى أواخر سبتمبر حيث تصدر غوانغجو إيفرغراند بقيادة مدربه الإيطالي فابيو كانافارو مجموعة داليان بعد 14 مباراة لكل فريق في غضون 7 أسابيع، فيما كانت الصدارة في مجموعة سوجو من نصيب شنغهاي سيبغ.
وحسمت المرحلة الأولى هوية الفرق الأربعة المتأهلة في كل من المجموعتين إلى مرحلة البطولة التي تقام بنظام الإقصاء من مباراتي ذهاب وإياب بين فرق المجموعتين (أول مجموعة داليان ضد رابع سوجو…) بدورين؛ ربع ونصف نهائي وصولاً إلى النهائي (يقام أيضاً بمباراتي ذهاب وإياب لتحديد البطل في 12 الشهر الحالي).
واستؤنف الدوري بالمرحلة الثانية في 16 أكتوبر، ومع اقترابه من مراحل الحسم التي ستحدد هوية البطل والفرق الهابطة في الأيام العشرة المقبلة، ارتفعت حدة التوتر عند اللاعبين والطواقم الفنية على السواء.
وفي المباراة المصيرية للصراع على تجنب الهبوط التي خسرها ووهان زال ضد كينغداو هوانغهاي الاثنين بركلات الترجيح، اضطر الحكم إلى رفع البطاقة الحمراء 3 مرات.
ولم يكن الطاقم التدريبي لووهان زال راضياً بتاتاً عن أداء الحكم الكوري الجنوبي كو هيونغ-جين فدخل أرض الملعب، ما دفع الأخير إلى إيقاف المباراة مؤقتاً.
– هذا المشهد البائس لم يكن مفاجئاً
وكانت هناك العديد من الأحداث المشابهة في آخر جولة من المباريات، وشملت اللاعبين والطواقم الفنية على السواء، ما أدى إلى تفاوت في إحصائيات وسائل الإعلام الصينية لعدد البطاقات الموزعة، لكن الجميع اتفق على أن عددها كان رقماً قياسياً غير مرغوب به.
وقالت صحيفة «بكين نيوز» الحكومية إنه تم توزيع 60 بطاقة صفراء و13 حمراء، وهو «أكبر عدد من البطاقات الحمراء والصفراء في مرحلة واحدة في تاريخ الدوري السوبر».
واعتبرت أن تعديل نظام البطولة لتعويض أشهر التأخر الخمسة بسبب «كوفيد-19»، ووضع الفرق في «فقاعة» صحية صارمة عبر إلزام الجميع بالبقاء في فندق واحد في كل من سوجو وداليان، جعل الجميع تحت ضغط هائل.
وتبخرت آمال شنغهاي سيبيغ بإحراز اللقب بعد خسارته أمام غيانغسو سونينغ الاثنين في إياب نصف النهائي 1-2 بعد التمديد (تعادلا ذهاباً 1-1)، وذلك رغم اضطرار الأخير إلى إكمال اللقاء بـ10 لاعبين بعد طرد المدافع عبدالحميد عبدالغني لدوسه بقدمه على ظهر النجم البرازيلي أوسكار.
ويلتقي جياننغسو سونينغ في النهائي مع غوانغجو إيفرغراند الذي تغلب بدوره على بكين سينوبو غوان 3-1 إياباً بعد تعادلهما السلبي ذهاباً.
ورأت صحيفة «بكين نيوز» أن «نظام الإغلاق (الفقاعة) ونظام خروج المغلوب القاسي في المرحلة الثانية من الدوري، جعل حالة عدم اليقين مسيطرة على المباريات».