رشيد لزرق
إن الغاية من الدبلوماسية الموازية، هي تفعيل حكامة الديمقراطية التشاركية، مما يتيح للفعاليات البرلمانية فرصة الدود عن مصالح المغرب. هاته الفعاليات الأكثر استثارة للاهتمام ، والأكثر تواصلاً مع المواطنين والمواطنات بحكم مهمة الترافع عن قضايا للأمة. ووفقا لهذه المهمة فانه يتعين على الفاعل الحزبي ان يجتنب الأغلاط التي تؤثر على مصالح الوطن. بما في ذلك الأغلاط المتعلقة بحياته المهنية والسياسية. كما ان الفعل الدبلوماسي الموازي، قد اظهر ان هناك عوائق كثيرة تعترض نجاعة الأداء. إذ هناك عوامل ذاتية وموضوعية، افرزتها طبيعة الممارسة، لكون عوائد الديبلوماسية الحزبية، تقتات فقط من إنجازات الدبلوماسية الرسمية على مستوى الملفات الوطنية.
فقد تبين بالملموس، قصور المقاربة البرلمانية والحزبية عن الانتصار لقضايا الأمة. وباتت السفريات والبعثات الدبلوماسية للخارج تحمل وجها خفيا، و لها علاقة بالأطماع و تسويق الابناء و نيل الامتيازات المالية، عوض ان تكون فرصة لتمثيل المغرب في الاجتماعات الدولية و الدفاع عن مصالح العليا للوطن و امتحانا حقيقيا لإبراز قدرة البرلماني وسعيه للتغيير والمشاركة في التأثير على الصعيد القاري و الاقليمي و الدولي
. فممارسة العمل الدبلوماسي تنقصها الفعالية والنجاعة، في التصدي لتحركات الجهات المعادية للوحدة الترابية. وهذا راجع بالاساس، إلى أن الفعل الدبلوماسي الحزبي، عوض ان يأخذ شكل مهمة وطنية. يتم التعاطي معه كونه فرصة سياسوية لتثبيت مشروع التوريث الحزبي. وهنا، وجب التذكير بأن إحدى الشبيبات سبق و صوتت لصالح تواجد إنفصاليي البوليساريو خلال مؤتمر دولي عقد بتيرانا. قبل أن تضطر لتصحيح الخطأ الديبلوماسي الشنيع. أيضا؛ و نظرا لضعف الكفاءات داخل المنظومة الحزبية، قد تختزل ماهية الديبلوماسية الموازية، في ريع سفريات مجانية تتوزع بين منتخبي الأحزاب، و أبناء القيادة. دون اعتماد معايير الكفاءة و لا حتى التوفر على رصيد معرفي تتطلبه مهام الترافع لصالح قضايا الأمة. إن ترهل الديبلوماسية الموازية، ناجم عن ضعف الحكامة الحزبية، التي تفتقد للنخب المتمرسة، و تعمل بمنطق الترضيات في التعيين كرؤساء مجموعات الصداقة البرلمانية وأعضاء الوفود البرلمانية بتعيين من لا يتوفر على كفاءة.
و قد ظهر ذلك جليا، في للعديد من اللجان التي ترتبط بالدبلوماسية وتشتغل على ملفات حساسة تهم القضايا الوطنية. كما ان بعض القيادات الحزبية، تسيء لصورة الديمقراطية المغربية الفتية. حينما تحاول التسويق لابنائها، عبر الركوب الأرعن على إنجازات الدبلوماسية الرسمية. و ذلك؛ بغاية حصول على مناصب، دون ان يكون لهم مواصفات الفعل الدبلوماسي المُرْبح. و الذي يتطلب توفرا على ملكة التفاوض، و كذا القدرة على الترافع بصيغة أكاديمية بحتة. مما يؤدي إلى تشتت الجهود و تمييع الخطاب الديبلوماسي. في حين أن التحديات و شراسة خصوم المغرب وقوة حضورهم الدبلوماسي في المحافل الدولية. تفرض على الديبلوماسية الحزبية اجتناب تصريف أجنداتها العائلوقراطية تحت غطاء الديبلوماسية الموازية.