جلالة الملك محمد السادس يترأس اجتماعا مخصصا للطاقات المتجددة والآفاق الممكنة في الميدان. اجتماع هو بمثابة رسالة واضحة لكل من يعنيه الأمر. هذه الرسالة مفادها أن إنتاج الطاقات بالطرق التقليدي لم يعد مجديا، وأن العالم الذي تغير كثيرا لن يقبل في مستقبل الأيام سوى الطاقات المتجددة، التي تعتبر أرخص من حيث التكلفة وأنقى بالنسبة للبيئة، التي تتعرض لتخريب قوي.
الطاقات المتجددة حماية لبيئتنا ولمحيطنا وحياتنا وحياة أبنائنا، كما أنها ترسم مستقبل الأجيال القادمة، ونحن مسؤولون عن هذا المصير اليوم قبل الغد، وسيحاسبنا التاريخ، إن لم نؤسس لأولادنا وأحفادنا بيئة سليمة يعيشون فيها، ناهيك عن إنتاج الطلاقة التي نحتاجها نحن اليوم ويحتاجها أبناؤنا بأقل تكلفة ممكنة بالإضافة إلى كونها طاقة نظيفة.
الطاقة التي يتم إنتاجها اليوم طاقة مكلفة من حيث القدرة الإنتاجية وتستهلك ميزانيات ضخمة، كما أنها طاقات ملوثة وغير نظيفة، وهي التي يتم إنتاجها عن طريق مشتقات النفط والفحم، وهي مواد تصدر مستخرجات ملوثة للبيئة وقاتلة لها.
تكلفة الطاقات التقليدية كبيرة جدا، خصوصا بعد الحرب في أوكرانيا حيث ارتفعت أسعار المحروقات، باعتبار أن النفط يعتبر من أهم أسس الحرب، وبالتالي أي استمرار لإنتاج الطاقة بالطرق التقليدية سيكون مكلفا جدا للخزينة.
غير أنه ينبغي أن نعرف أولا أن اتجاه المغرب نحو الطاقات المتجددة ليس وليد الأزمة الحالية، ولكنه التزام أخلاقي ودولي من أجل بيئة نظيفة.
فإذا كان جلالة المغفور له الحسن الثاني يعتبر مبدع سياسة السدود، التي نفعت المغرب كثيرا، وأنقذته سنوات كثيرة، حيث كانت تعتبر وسيلة للسقي وللتزود العائلي بالمياه الشروب، فإن جلالة الملك محمد السادس يعتبر مبدع سياسة إنتاج الطاقات المتجددة، التي أصبح المغرب فيها رائدا عالميا بل استحق من خلال سياسته احتضان مؤتمر البيئة العالمي “كوب 22″، بل إن تجربته اليوم تعتبر من التجارب القيادية.
المغرب اليوم هو البلد الوحيد في إفريقيا الذي له تجربة في إنتاج الطاقات المتجددة واستعمالها، وهذه الخبرة ستصبح عاليمة وهنا توقعات أن يصبح المغرب بعد ربع قرن الأول عالميا في تصدير الطاقات المتجددة.
المغرب حباه الله بالوديان، المنتجة للطاقة المائية، والجبال، المنتجة للطاقة الريحية، والشمس المنتجة للطاقة الشمسية، وجاء مشروع نور 1 ونور 2 لتعزيز بنيات إنتاج الطاقة النظيفة، وجلالة الملك يتابع شخصيا هذا الموضوع كما اتضح.
ودائما نقول إن جلالة الملك له أدوار دستورية في حماية البلاد وحماية أمنها الاجتماعي والديني والثقافي والغذائي، لكن هناك مؤسسات منها ما يقوم بدوره كما ينبغي ومنها من هي مقصرة مثل مؤسسة الحكومة، التي لا يعنيها التجديد في شيء.
نحن اليوم في حاجة إلى إنتاج الطاقات المتجددة، لكن أكثر من ذلك نحن في حاجة إلى تجديد الأفكار.