وجّه عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة للحكومة برئاسة عزيز أخنوش، متهماً إياها بإقصاء أكثر من مليون و700 ألف تلميذ مغربي من برامج دعم التمدرس التي أُطلقت في السنوات الأخيرة.
وفي مداخلة له خلال ندوة نظمها الحزب، الجمعة 4 يوليو 2025، حول “اختلالات ورش تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية”، أعرب بووانو عن رفضه لما وصفه بـ”المغالطات” التي تضمنتها تصريحات رئيس الحكومة بشأن ما سُمّي بـ”الدعم الإضافي الاستثنائي”.
وكان أخنوش قد أعلن، في وقت سابق، أن البرنامج استهدف نحو 1.8 مليون أسرة تضم أكثر من 3.1 مليون طفل، بهدف تخفيف تكاليف التمدرس وتعزيز فرص التلاميذ في مواصلة تعليمهم.
إلا أن بووانو اعتبر هذا الرقم “مخالفاً للواقع”، مستشهداً بتصريحات سابقة لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، التي أشارت إلى استفادة 4.4 مليون تلميذ من الدعم خلال سنة 2022-2023، من بينهم 1.3 مليون تلميذ حصل على محفظة مدرسية متكاملة، وارتفاع العدد إلى 4.8 ملايين تلميذ في الموسم الدراسي 2023-2024، منهم 1.4 مليون استفاد من المحفظة الكاملة.
وانتقد القيادي المعارض تقليص عدد المستفيدين مقارنة ببرنامج “مليون محفظة” الذي كان معمولاً به في السابق، معتبراً أن ذلك أدى فعلياً إلى حرمان حوالي 1.7 مليون تلميذ من حقهم في الدعم المدرسي.
كما نبه بووانو إلى ما وصفه بـ”تناقضات في الأرقام” التي قدّمها رئيس الحكومة بشأن الدعم المباشر للنساء الأرامل، مؤكداً أن أكثر من 120 ألف أرملة ونحو 230 ألف يتيم لم يستفيدوا من الدعم، رغم إدراجهم سابقاً ضمن لوائح المستفيدين.
وبحسب معطيات أوردها تقرير الحسابات الخصوصية للخزينة في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2024، فإن الدعم تم تقليصه ليصل في بعض الحالات إلى 500 درهم فقط، مقارنة بـ1250 درهماً أو 700 درهم سابقاً.
وأشار بووانو إلى أن هذه الأرقام تتناقض مع ما أدلى به أخنوش أمام مجلس المستشارين في مايو (أيار) 2025، حين تحدث عن استفادة أكثر من 420 ألف أرملة، من ضمنهن 330 ألف لم تكن لهن استفادة سابقة، بالإضافة إلى نحو 87 ألف أرملة تعول ما يقرب من 97 ألف طفل يتيم.
وكان رئيس الحكومة قد أعلن أن الدعم المخصص للأطفال المتمدرسين سيعرف ارتفاعاً تدريجياً ليصل إلى 400 درهم عن كل طفل بحلول عام 2026.