أجمع خبراء ومسؤولين أفارقة اليوم الأربعاء بشرم الشيخ المصرية على أن الفساد والتدفقات المالية غير المشروعة تقف عقبة أمام تحقيق أهداف أجندة التنمية 2063 في إفريقيا وتكبد اقتصادات القارة خسائر تتجاوز 50 مليار دولار سنويا.
وأكد المتحدثون في افتتاح المنتدى الإفريقي الأول لمكافحة الفساد أن هذه الظاهرة تستنزف أيضا موارد القارة وتهدر جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المجلس الاستشاري للاتحاد الإفريقي لمكافحة الفساد السيد مياروم بيغوتو ، إن التصدي للفساد يتعين أن يكون مسارا مستداما حتى تكون القارة الإفريقية آمنة ومستقرة ومزدهرة، داعيا للتعاون ونقل وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في هذا المجال.
وذكر بأن بلدان القارة صادقت منذ 2003 على اتفاقية مكافحة الفساد، غير أن ذلك لم يساهم بالشكل الكافي في الحد من مظاهر هذه الآفة، اقتصاديا وسياسيا وهو ما انعكس سلبا على جهود التنمية بها .
وتابع في هذا الإطار أن “الفساد ما يزال يعرقل جهود الدول الإفريقية الرامية إلى النهوض بالحكامة والديمقراطية وتحقيق الارتقاء الاجتماعي والأمن والاستقرار والازدهار وتكريس حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أن قادة الاتحاد الإفريقي جعلوا من هذا المنطلق من 2018 سنة لاحتواء الفساد ومكافحته .
وقال إنه من المشجع رؤية دول وحكومات القارة تواكب هذه الجهود من خلال إصدار قوانين وسن تشريعات ووضع استراتيجيات وإنشاء فضاء يتيح للمجتمع المدني ووسائل الإعلام المطالبة بتحقيق المسائلة والشفافية.
كما شدد على أهمية التعاون بين مختلف الفاعلين الإقليميين داخل الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية ووكالات الامم المتحدة والمجموعات الاقتصادية ومؤسسات مكافحة الفساد إقليميا، للتصدي لهذه الظاهرة وتقاسم المعلومات والمعارف والممارسات.
ودعا رؤساء الدول والحكومات لوضع استراتيجيات واضحة وقابلة للتنفيذ في مجال الشفافية ومحاربة الفساد ، وتفعيل عمل الوكالات المتخصصة وإنشاء أجهزة للبيانات المالية والعمل على تنفيذ التوصيات التي تنبثق عن مختلف المؤتمرات والمنتديات التي تبحث مواضيع ذات صلة بهذا الشأن.
من جهته قال رئيس اتحاد هيئات مكافحة الفساد في إفريقيا، إيمانويل أوليتا أوندونغو، إن الوعي بمخاطر الفساد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بدأ يتبلور بشكل كبير في إفريقيا ، مما يساهم برأيه في بناء الطريق نحو المستقبل بكل وضوح وثقة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن طريق مكافحة الفساد في إفريقيا يمهد لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة والحالية، لافتا إلى أن الفساد ساهم في سوء استخدام ثروات الدول لاسيما منها التي تتمتع بثروات كبيرة ، كما أدى إلى تدهور الظروف الحياتية وهجرة الشباب وإفقار الشعوب واستغلالها سياسيا.
ودعا رئيس اتحاد هيئات مكافحة الفساد في إفريقيا إلى الاستفادة من الابتكارات التي يشهدها عالم اليوم، معبرا عن الأسف لكون السياسات التي نهجتها بلدان القارة لعقود طويلة لم تحقق الأهداف المنشودة، وكرست بالمقابل فسادا في مختلف مناحي الحياة .
وأضاف أن أمام إفريقيا فرصة سانحة اليوم لتجاوز هذه الوضعية ودعا كافة الشركاء في التنمية لدعم بلدان القارة في تكريس الحكامة والديمقراطية كمدخلين أساسيين لمحاربة الفساد.