يتعرض القانون الدولي لامتحان عسير بمعبر الكركرات الحدودي، نتيجة أعمال الصعلكة التي تقوم بها عصابة البوليساريو، ووصف العصابة قليل في حق من يخرق القانون الدولي ويحاول فرض إرادته، رغم أنه لا يتوفر على إرادة لأن زعماء الرابوني تركوا تلك الإرادة في العاصمة الجزائر، لكن حركات الديك المذبوح تزعج المنتظم الدولي، وتضر بمصالح بعض الدول، حيث أوقعت كابر الأضرار بالجارة الموريتانية باعتباره المعبر الوحيد الذي تعبر منه السلع إلى الشعب الموريتاني كما تضرر سائقو الشاحنات وأصحابها.
رقصة الديك المذبوح لا وزن لها غير أنها تلطخ المجال العام بالدم، فالبوليساريو تسعى من خلال تحركاتها إلى التهرب من ضغط الاحتجاجات المتزايدة في مخيمات تندوف، حيث لا تعول الجماعة الانفصالية في بقائها سوى على قمع شرس ترعاه الجزائر ونظامها العسكري دو الواجهة المدنية، الذي فوض لها السلطة على مخيمات تندوف في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.
عندما تفقد حركة الشرعية، وخصوصا التمثيلية بعد صعود حركة مطالبة بالتمثيلية الحقيقية إذ أن من يمثل الصحراويين هم المنتخبين، الذين تم اختيارهم من قبل المواطنين، لا الحركة التي فرضت نفسها ممثلا وحيدا للصحراويين عن طريق القمع وخنق الأصوات المعارضة، وظهور حركة صحراويون من أجل السلام، التي تشكك في تمثيلية البوليساريو، فكل هذه التحركات هي من أجل تأكيد الذات والوجود الذي انعدم لدى المرتزقة، الذين لم يعد لهم أي أفق يوهمون به الصحراويين المغاربة المحتجزين بمخيمات لحمادة وتندوف فوق التراب الجزائري.
ما يجري هو مجرد هروب إلى الأمام من قبل العصابة، لأن الواقع تجاوزها، وتلقت صفعات قوية من المنتظم الدولي، فالمنطقة المنزوعة السلاح هي منطقة مغربية يحترم المغرب قرار مجلس الأمن القاضي بأن تكون هكذا وفق اتفاق 1991، والذي يزعج البوليساريو هو التقدم الكبير الحاصل في الأقاليم الجنوبية، الذي لم يعد فقط نموذجا تنمويا ولكن نموذج جاذب ومثير للمحتجزين، الذين يسائلون القيادة التي باعتهم إلى الجزائر: إلى متى؟
المجنون هو من يفعل الشيء القبيح ويشهد الناس عليه، ومن حمق قيادة العصابة الخائنة، هو أن مجلس الأمن، ومن خلاله المجتمع الدولي، شاهد على الأفعال الخطيرة جدا التي تقترفها البوليساريو، المدعومة من قبل الجزائر، والتي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة بأسرها ونسف كل جهود الأمم المتحدة المبذولة من قبل أمينها العام، والرامية إلى تحقيق حل سياسي واقعي وعملي ودائم، قائم على التوافق بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
فالمنتظم وخصوصا الأمم المتحدة وأمينها العام طالب البوليساريو بإخلاء المنطقة معتبرا ما تقوم به عصاباتها بمعبر الكركرات مخالف للقانون الدولي وخرق لكل الاتفاقيات، التي يحترمها المغرب بحذافيرها، وحسن نية المغرب متجسدة بشكل كبير في مقترح الحكم الذاتي في الوقت الذي ما زالت العصابة ومن ورائها الجزائر يتشبتون بالحلول الغابرة والمتجاوزة.