أشعلت خرجة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، فتيل الحرب في صفوف حزب العدالة والتنمية، وفجرت رسالة بنكيران الموجهة الى رئيس الحكومة ، الجدل بالحزب “الإسلامي”، على إثر إعلان بنكيران تجميد عضويته من “البيجيدي” ومقاطعة وزراء الحكومة باستثناء عمارة و المصلي و الوافي، إحتجاجا على ما أسماه “مصادقة الحكومة على مشروع قانون القنب الهندي”، حيث إختار بنكيران ورقة صغيرة لكتابة الرسالة ونشرها عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي، في خطوة وصفها متابعون ببداية الإنشقاق داخل صفوف حزب العدالة والتنمية.
وكتب بنكيران، أنه “تبعا لمصادقة المجلس الحكومي على مشروع قانون يقنن استخدام القنب الهندي، أؤكد تجميد عضويتي بحزب العدالة والتنمية”، حيث أعلن قطع علاقته “بكل من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الطاقة عبد العزيز رباح، ووزير الشغل محمد أمكراز ، والقيادي بالحزب لحسن الدوادي”.
و سارع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الى توجيه إعلان لأتباعه جاء فيه، أنه “على إثر إعلان عبد الإله بن كيران عن تجميد عضويته في الحزب وقطع علاقاته بعدد من الإخوة، فإن الأمين العام الدكتور سعد الدين العثماني يدعو أعضاء الحزب إلى عدم التعليق على الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدم تقديم أي تصريح حوله، ويؤكد أن الأمانة العامة ستتدارس هذا الموضوع لتتخذ المبادرات المناسبة وبالشكل المناسب الذي يساهم في استيعاب النقاش، ويعزز سبل التفهم والتفاهم، سعيا لتوجيه جهود الحزب لما فيه مصلحة الوطن ومصلحة الحزب”.
و خرج لحسن الداودي الوزير السابق وعضو الأمانة العامة للحزب، لدعم المشروع، وقال الداودي، في حوار أجراه مع صحيفة “الأيام” في عدد اليوم، إن النقاش حول تقنين القنب الهندي ليس وليد اليوم، “ففي سنة 2005 تحدثت عن التقنين في حوار مع “جون أفريك”، وفي 2013، قلت في ندوة عندما كنت وزيرا للتعليم العالي، “نبتة القنب الهندي ثروة وطنية تركناها لاستعمالات السبسي والشكلاط”.
واعتبر الداودي أنه إذا كان المزارعون الذين ينتجون هذه النبتة مضطرين اليوم لبيع منتوجهم لأباطرة المخدرات لأن هناك استعمالا وحيدا متاحا، فإنه يجب رفع الحرج عنهم، بإخراج زراعة القنب الهندي من دائرة الممنوع إلى التقنين، وأوضح الداودي أن هناك من يرى أن التقنين سيفتح المجال أمام انتشار الممنوعات، لكن الأمر حسب قوله مرتبط بمدى جدية الحكومة في مراقبة وتتبع زراعة النبتة من أولها إلى آخرها، “والتقنين قادم لا محالة، لأن نبتة القنب الهندي تصلح لاستعمالات شتى، خاصة في مجال صناعة الأدوية”، مضيفا أن “وثيقة الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية كتبت على ورق مصنوع من هذه النبتة، بل إن أفضل الأوراق على الاطلاق هي تلك المصنعة من هذه النبتة، علما أن المغرب يستورد هذا النوع من الورق”.
وربط الداودي نجاح تقنين القنب الهندي، بمدى قدرة الدولة على إعمال القانون بشكل صارم، حيث يمكن بفضل التكنولوجيا معرفة كل المناطق المزروعة وتتبع عملية إنتاج المحصول، وعن موقف الحزب الرافض للتقنين سابقا، قال الداودي إن بنكيران هو الذي كان يقود الحزب آنذاك، وكان دائما ضد التقنين، كما أن السياق العالمي في تلك الفترة لم يكن يسمح للمغرب بتقنين القنب الهندي.
من جهته خرج سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مشددا على ” أن موقف الحزب من مشروع قانون يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، الذي صادقت عليه الحكومة االخميس، هو نفس الموقف الذي صدر في بيان عقب اجتماع الأمانة العامة الشهري يوم 6 مارس 2021، والذي يقتضي باعتباره ملفا وموضوعا كبيرا، ضرورة خوض نقاشات واسعة ومشاورات مؤسساتية للهيئات المعنية.
من جهته دعا عضو شبيبة حزب العدالة والتنمية، حسن حمورو، إلى العصيان داخل الحزب وعدم الانضباط لتوجيه الأمين العام، سعد الدين العثماني ، وجاء في تدوينة حمورو ” لن انضبط لتوجيه الأخ الأمين العام الذي دعا فيه أعضاء الحزب إلى عدم التعليق على موضوع إعلان الأستاذ عبد الإله بن كيران عن تجميد عضويته في الحزب وقطع اتصالاته بعدد من الإخوة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدم تقديم أي تصريح حوله”.
وتابع الفاعل في شبيبة الحزب الإسلامي، “كل من لهم موقف رافض للتفريط في استقلالية الحزب، لعدم الانضباط لهذا التوجيه الذي ليس قرارا ولا موقفا مؤسساتيا، والتعبير بكل مسؤولية وبكل قوة عن مواقفهم، وإعمال ما هو متاح لانقاذ الحزب من حالة الاختناق التي يعيشها”.