كشف عضو باللجنة العلمية للقاح “كورونا”، أن عملية التلقيح يرتقب أن تنطلق الأسبوع القادم في المغرب، أمام موجات القلق على إثر تأخر اللقاح، حيث ذكر سعيد عفيف رئيس الجمعة المغربية للعلوم الطبية، ” أنه ووفق المعلومات والمعطيات المتوفرة فإن عملية التلقيح ستنطلق الأسبوع القادم، وذلك في حال وصل لقاح كورونا نهاية الأسبوع الحالي”.
و يرتقب أن يتوصل المغرب بالجرعات الأولى من اللقاحات ضد “كورونا”، من لقاح “أسترازينيكا” ، حيث يتوقع أن تصل الدفعة الأولى إلى المغرب السبت المقبل 16 يناير 2020، فيما ستبدأ حملة التلقيح في الأسبوع المقبل، بعدما يتم نقل اللقاح جوا من الهند، حيث ستقلع طائرة من المغرب يوم الجمعة وتعود السبت بالدفعات الأولى من لقاح”أسترازينيكا”، حيث ستنطلق حملات التلقيح على إثر توزيع الجرعات الى عدد من المدن، حيث سيتم تلقيح الأطر الطبية بالقطاع العمومي و الأطر الطبية العاملون في القطاع الخاص، داخل كليات الطب وبالمستشفيات الجامعية.
ووصول شحنة من لقاح “أسترزنيكا” البريطاني من الهند، حيث يتم تصنيع وإنتاج اللقاح، وهذا الأخير حصل بالفعل على موافقة من أجل استخدامه بشكل مستعجل في البلاد، أما بخصوص اللقاح الصيني “سينوفارم” فالشركة تتوجه لتأخير تسليمه للدول، ويرتقب أن تبدأ بتصديره حتى بداية فبراير القادم، وهو ما أكدته وزارة الصحة المصرية التي تعاقدت أيضا على شراء نفس العقار.
و أعلنت وزارة الصحة مؤخرا عن إجراء حملة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد “سارس-كوف 2” بين 30 ألفا من تلاميذ المستوى الإعدادي والثانوي بست جهات، وذلك لتحديد مستوى انتشار الإصابة بالفيروس لدى الساكنة أقل من 18 سنة ومعرفة الخصائص الوراثية للطفرات المنتشرة.
و توقف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، عند دلالات هذه الحملة وعلاقتها باكتشاف السلالة الجديدة من الفيروس ببريطانيا وجنوب إفريقيا، وبدرجة إصابة الأطفال والمراهقين أقل من 18 سنة، ومدى تغير درجة الخطورة لديهم.
وقال “تستهدف حملة الكشف تحديد مستوى انتشار الإصابة بالفيروس لدى الساكنة أقل من 18 سنة، وكذا تحديد الخصائص الوراثية للطفرات المنتشرة، أي معرفة نوع أو أنواع الفيروس المنتشر: هل هو نوع واحد أم أنواع فيروسية مختلفة بسبب طفرات بسيطة أو كبيرة ؟ سلالة أو سلالات جديدة؟ ولهذه الغاية، سيتم فحص 30 ألف تلميذ من المستويين الإعدادي والثانوي بست جهات من المملكة بهدف معرفة درجة وخريطة ونسبة انتشار الوباء بين هذه الفئة العمرية، ثم أخذ بعض العينات العشوائية من التحاليل الإيجابية لإخضاعها للفحص الجيني “séquençage” لمعرفة الخصائص الوراثية للفيروسات المشخصة ومقارنتها.
وكشف انه ” إلى حدود الساعة لم يتم ضبط دخول السلالة الجديدة للمملكة، فهذه الحملة تدخل في إطار الإجراءات الاستباقية لمواجهة السلالة الجديدة ومحاولة منع دخولها، أو تأخيره كلما أمكن، والحد من انتشارها إن دخلت، والتعامل مع الوضعية الجديدة المحتملة، ومن جملة الإجراءات المتخذة في هذا السياق، تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا حيث تنتشر السلالة الجديدة، وتعزيز المراقبة والفحوصات والإجراءات الوقائية، ومضاعفة الدعوات إلى احترام الإجراءات الحاجزية بين المواطنين، وتكثيف الفحوصات الجينية لعينات الفيروسات المنتشرة بالمملكة لتحديد الطفرات المحتملة.
وأكد ان المعطيات العلمية الحالية تؤكد أن السلالة الجديدة المكتشفة ببريطانيا هي أكثر سرعة في الانتشار مقارنة مع السلالة السائدة، وذلك بنسبة تتراوح بين 50 و74 في المائة، دون الجزم بأن هذه السرعة مرتبطة بالضرورة بالخصائص الجينية والبيولوجية للسلالة الجديدة أو بأسباب أخرى، كما أن المعطيات ذاتها تشير إلى أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطرا ولا أكثر فتكا وإماتة من سابقتها، في حين لم تسجل الدراسات أن هذه السلالة أكثر انتشارا ولا أكثر خطرا عند الأطفال مقارنة بالبالغين.
وأفاد أن “حملة الكشف وسط تلامذة الإعدادي والثانوي “وهم الأكثر احتمالا للإصابة مقارنة بالأطفال الصغار أقل من 10 سنوات” تتوخى رسم خريطة انتشار الفيروس داخل هذه الفئة العمرية، وفحص جينوم عينات عشوائية من الفيروسات المكتشفة لديها، لتكون فرصة ضبط سلالات جديدة أكبر، والإجابة عن سؤال انتشارها بين الأطفال أسرع، كما تروم حملة الكشف في صفوف الساكنة أقل من 18 سنة اتخاذ القرارات الملائمة فيما يخص الوضع الوبائي للمدارس على ضوء المعطيات المستخلصة من الحالة الوبائية لدى هذه الفئة العمرية وعلى ضوء المعطيات المتوفرة حول السلالة الجديدة.
وقال أنه ” على الرغم من أن السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة ولا أكثر فتكا، إلا أن مجرد تفشيها بشكل أسرع سيشكل ضغطا أكبر على المنظومة الصحية وسيزيد الحالات الحرجة والوفيات جراء ارتفاع أعداد المصابين ولو بدون خطورة زائدة، مضيفا أنه ” لذلك يبقى الهدف هو تأخير وصولها، وتعطيل انتشارها، ومحاصرة تفشيها، من خلال محاولة منع دخولها للمملكة قدر الإمكان، ورصدها، وإبطاء انتشارها باحترام الإجراءات الحاجزية، ومن خلال الانخراط الجماعي والسريع في حملة تلقيح واسعة، من أجل حماية أكبر عدد ممكن من المواطنين، وخلق مناعة جماعية للتحكم في الوباء والقضاء عليه، بسلالته القديمة وسلالاته الجديدة وتلك المحتمل ظهورها.