سلط المؤرخ حميد التريكي، مساء أمس الجمعة، بالمدينة الحمراء، الضوء على المكانة التاريخية التي كانت تحظى بها مدينة آسفي باعتبارها حاضرة المحيط، وذلك خلال لقاء (منابر مراكش) لجامعة القاضي عياض.
وأوضح المؤرخ حميد التريكي، خلال هذا اللقاء، المنظم في إطار الدورة الأولى لتظاهرة “وقفة اعتراف” لمؤسسة دار بلارج للثقافة والتراث بالمغرب، والتي تقام تكريما له، ما بين 3 و5 مارس الجاري تحت شعار “حميد التريكي.. فقيه التراث والذاكرة “، أن هذا الوصف (حاضرة المحيط) “يستمد قوته من كونه نابع من المؤرخ ورائد علم الاجتماع عبد الرحمن ابن خلدون”، فضلا عن كونها كانت أول مرسى عالمي في تصدير سمك السردين. وأشار المتحدث في مداخلة حول موضوع “آسفي، تاريخ مرسى المحيط بين جروح الزمن ومسؤولية الأشخاص”، بحضور ثلة من المثقفين والأكاديميين والطلبة، الى أن هذه المدينة التي أنشئت بها أول مدرسة مخصصة لصناعة الخزف بالمغرب سنة 1920، تعد من مدن المملكة الغنية بمآثرها، التي تعكس جليا الدور الذي كانت تلعبه عبر التاريخ، خاصة منذ فترة الموحدين. من جهته، أكد رئيس جامعة القاضي عياض، الحسن احبيض، أن المحتفى به بفضل خبرته في القضايا المتعلقة بالتراث المادي واللامادي المغربي، استطاع، بطريقة علمية، تثمين هذا الإرث، الذي “يعد ركيزة لهويتنا وللتاريخ الذي نترسخ فيه بعمق”. وقال إن حميد التريكي هو واحد من الأعلام الذين اهتموا بالتراث المغربي الذي يعد تعبيرا للتنوع الثقافي وضامنا لصون الحوار والسلم بين الشعوب، مضيفا أن هذا التراث يعكس البعد الدولي، من خلال منظمة اليونيسكو، الذي يمنح دعما كبيرا ليس فقط على المستوى الوطني فحسب، بل لتراث الحضارات في العالم .
من جانبها، أوضحت مديرة مؤسسة دار بلارج للثقافة والتراث بالمغرب، مها المادي، في تصريح لقناة (إم 24) الاخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تظاهرة “وقفة اعتراف” تعتبر من بين مشاريع هذه المؤسسة لتعزيز الحقل الثقافي من خلال تشريف العنصر البشري. وأضافت أن هذه التظاهرة ستصبح تقليدا سنويا، وذلك عرفانا لشخصيات مغربية ساهمت ببصماتها في تقدم المغرب وتعزيز اشعاعه، مبرزة أن برنامج هذه التظاهرة استهل بتكريم أكاديمي بتنسيق مع جامعة القاضي عياض، يليه تكريم شخصي للمحتفى به، فضلا عن احداث مسار تاريخي وسياحي بين مدينتي مراكش وآسفي، لابراز الشخصيات التي أرست ثقافة عريقة مابين هاتين المدينتين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة ستعمل على تكريم شخصيات من مختلف المشارب، من علماء، وفنانين، أو أبطال شعبيين، وشخصيات أخرى قدمت وما تزال تقدم الكثير للمغرب