يحتفل الشعب المغربي كل عام بذكرى المسيرة الخضراء، وتأتي الذكرى الـ49 لتُجسد معنى الوحدة الوطنية التي تماسك فيها المغاربة، تحت قيادة الملك الراحل الحسن الثاني، لاستعادة جزء من ترابهم الوطني.
تعد هذه المسيرة رمزًا يجسد تلاحم العرش والشعب في مواجهة التحديات الوطنية، حيث استطاع المغاربة استعادة صحرائهم بأسلوب سلمي، وهو نهج أثار إعجاب العالم بقدرته على التحقق بسلمية ومن دون إراقة للدماء.
إعادة قراءة هذه المسيرة اليوم تبرز قوة العزيمة الجماعية التي تجلت في مشاركة 350 ألف متطوع متحمس، جاؤوا من مختلف أنحاء البلاد، ولبوا نداء الملك الحسن الثاني بإيمان قوي وعدالة قضية وطنية، رافعين المصاحف وأعلام الوطن، في رسالة واضحة للعالم بأن الوحدة الترابية حق لا مساومة عليه.
هذه الذكرى تعكس رؤية مغربية صامدة ضد محاولات الخصوم للنيل من وحدة البلاد، وهي رؤية تنمو مع كل جيل، وتتوحد حولها كل أطياف المجتمع المغربي.
المسيرة الخضراء ليست فقط حدثًا في التاريخ الوطني، بل هي حافزٌ للتفكير في القيم الوطنية التي تميز المغرب، ومنها التضحية والإيمان بقضية الوحدة، وتعزيز التنمية في الأقاليم الجنوبية التي شهدت تطورًا كبيرًا بقيادة الملك محمد السادس، حيث باتت تتعزز يومًا بعد يوم ببرامج تنموية طموحة تؤكد انتماء هذه الأقاليم للوطن الأم.
كما أن هذه الذكرى تشجع الأجيال الشابة على التمسك بالوحدة ونبذ الانقسامات، مما يعزز روح المواطنة في مواجهة التحديات المعاصرة.
الاحتفالات الوطنية بالمسيرة، التي تشمل مهرجانات خطابية وتكريمًا لقدماء المقاومين وجيش التحرير، هي أكثر من مجرد احتفالات؛ إنها تجسيد مستمر لإرث مغربي عريق وعبرة مستدامة للأجيال الحالية حول أهمية التضامن والوقوف خلف القيادة في الدفاع عن حقوق الوطن.