لكل حدث مدخل واقعي وعملي ومدخل رمزي. الخط الفائق السرعة، الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته للربط بين القنيطرة ومراكش، وبالإضافة إلى أهدافه العملية يحمل جنبة رمزية.
قطار فائق السرعة للربط بين شمال المغرب ووسطه. لن تبقى المسافة بين طنجة ومراكش تم أكادير تستغرق وقتا طويلا.
اختزال الزمن عبر السرعة هدف ملكي. لم يعد لدى المغرب الوقت الذي يمكن أن يضيعه في الأعمال البسيطة. لقد دخل المغرب عصرا آخر، وهذا العصر ينبغي أن تتجند له كافة المؤسسات، كي يؤدي كل واحد وظيفته المنوطة به.
القطار الفائق السرعة ليس فقط وسيلة لفك العزلة والربط بين المدن، ولكنه مشروع كبير وضخم من أجل المساهمة في تطور المغرب، لم تعد التقنيات وسيلة فقط للربط ولكنها وسيلة للإنتاج، فتقريب المسافات بين المدن هو تقريب للإنتاج.
يدخل القطار الفائق السرعة ضمن المشاريع الملكية الكبرى، التي أقرها جلالة الملك محمد السادس ودافع عنها، وأشرف عليها شخصيا حتى تصل إلى الأهداف التي رسمها جلالته للمغرب منذ توليه العرش، فبعد الاكتمال الديمقراطي والمؤسساتي ركز جلالته على البناء الاقتصادي حتى يكون المغرب في مصاف الدول التي تحظى بالاهتمام الدولي من قبل رجال الأعمال والشركات المهمة.
الرؤية الملكية لمفهوم المشاريع الكبرى خوّلت المغرب الاصطفاف ضمن الدول الصاعدة، وبوّأته مكانة كبيرة جعلته قبلة لكبريات شركات الإنتاج العالمي، من صناعة السيارات المكتملة التي يتم تصديرها عالميا، تم شركات صناعة قطع غيار الطائرات، حتى قيل إنه لم تعد تطير طائرة إلا وفيها قطعة صُنعت في المغرب.
فالمشاريع الملكية الكبرى هي عنوان المغرب الجديد، لأنه لا يمكن الدخول إلى العصر الجديد إلا بسرعة جديدة، ينخرط فيها الجميع، وقد أعطى جلالته للمغاربة فرصة الانطلاق نحو الآفاق الكبرى والولوج العصر الذي يستحقون.
ولا يمكن أن تجد مجالا لم يوفر فيه جلالته الفرصة للمغاربة كي ينطلقوا على غرار سكان العالم، حيث لم يبق مجال من المجالات لم يقتحمه المغاربة، وذلك بفضل المبادرات الملكية، حيث أشرف جلالته على استقطاب كبرى الاستثمارات العالمية.
فقد تحولت طنجة إلى مدينة صناعية بعد أن كانت مجرد بوابة المغاربة نحو الهجرة وبوابة الأجانب نحو السياحة بالمغرب، فقط أصبحت اليوم قبلة كبيرة للصناعات الكبرى وخصوصا صناعة السيارات، حيث أصبحت لديها سمعة دولية، وهي اليوم مركز دولي لصناعة السيارات، وكل ذلك بفضل جلالة الملك الذي وفر كل البنيات للمستثمر الأجنبي، مما جعل مدن الشمال تنتقل من مدن للتهريب المعيشي إلى مدن قادرة على توفير فرص الشغل ليس فقط لأبناء الشمال ولكن للمغاربة من مختلف الفئات ومن مختلف المدن، حيث يحج إليها المواطنون من الوسط ومن الشرق قصد البحث عن فرصة شغل.
القطار الفائق السرعة هو رمز للسرعة التي يسير عليها المغرب كما يراه ويريده جلالة الملك.