في خطوة لقيت ترحيبًا واسعًا داخل المغرب وخارجه، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، بإعطاء الملك محمد السادس انطلاقة مشروع القطار فائق السرعة الذي سيربط بين القنيطرة ومراكش، واصفًا إياه بـ”ثمرة ملموسة للشراكة الفرنسية المغربية”.
ونشر ماكرون عبر حسابيه الرسميين على منصّتي “إكس” و”إنستغرام” تدوينة عبّر فيها عن اعتزازه بالعلاقات الثنائية قائلاً: “تحيا الصداقة بين المغرب وفرنسا”، مضيفًا أن التعاون بين البلدين “يتقدم بخطى سريعة”.
المشروع، الذي سيغطي مسافة تقارب 430 كيلومترًا، يُجسّد رؤية ملكية طموحة نحو مغرب أكثر اتصالًا واستدامة. فليس مجرد خط حديدي، بل مسار نحو تقليص زمن التنقل، وتحسين الربط بين كبرى المدن، وتعزيز التنقل الجماعي النظيف ومنخفض الكربون.
وسيشمل المشروع إنشاء خط سككي فائق السرعة يمر بالرباط والدار البيضاء وصولًا إلى مراكش، مع نقاط ربط بمطاري الرباط وسلا ومطار محمد الخامس بالدار البيضاء، بالإضافة إلى الملعب الكبير المزمع تشييده في بنسليمان.
ومن بين أبرز التحولات المنتظرة، تقليص المدة بين طنجة والرباط إلى ساعة واحدة فقط، وساعة و40 دقيقة إلى الدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة إلى مراكش، أي بتوفير يزيد عن ساعتين مقارنة بالوضع الحالي. كما ستمكن الرحلات بين فاس ومراكش من التنقل في حدود 3 ساعات و40 دقيقة، بفضل الجمع بين الخطوط العادية والجديدة.
ولإنجاز هذا المشروع الضخم، تعاقد المغرب مع شركات عالمية ذات خبرة، على رأسها «ألستوم» الفرنسية المتخصصة في القطارات فائقة السرعة، و«كاف» الإسبانية للقطارات بين المدن، و«هيونداي روتيم» الكورية الجنوبية المتخصصة في النقل الحضري، بشروط تمويلية ملائمة.
هذا المشروع لا يُعد فقط نقلة في البنية التحتية، بل يؤكد من جديد أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يسير بثبات نحو مستقبل أكثر استدامة وربطًا بين الأقاليم، ضمن رؤية تجعل من القطار رمزًا للسرعة، لكن أيضًا للاستثمار الذكي والتعاون الدولي.