استعرضت الكاتبة العامة للمجلس الوطني للإسكان، فاطنة شهاب، في جلسة حوارية رفيعة المستوى ضمن الدورة الثانية المستأنفة لجمعية موئل الأمم المتحدة المنعقدة بنيروبي، السياسات المغربية المتبعة لضمان ولوج عادل ومستدام إلى سكن لائق، خصوصاً لفائدة الأسر ذات الدخل المحدود.
شهاب أوضحت أن هذه الاستراتيجية المغربية ترتكز على تنوع الآليات، بين الدعم العمومي، وضمانات القروض، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، والآليات التشاركية، مما ساهم في تعبئة واسعة النطاق للفاعلين العموميين والخواص.
وسلطت الضوء على دور صندوق التضامن لدعم السكن والسكنى والاندماج الحضري، الذي منح أكثر من 36,7 مليار درهم من الدعم المباشر لفائدة أزيد من 2,4 مليون أسرة، إلى جانب صندوق ضمان السكن الذي مكن عبر أداتي “فوكاريم” و”فوكالوج” من تسهيل الولوج إلى القروض العقارية لأكثر من 300 ألف أسرة بمبلغ إجمالي يفوق 58 مليار درهم.
وتطرقت أيضاً إلى تطوير التمويلات التشاركية، مثل المرابحة العقارية، التي مكنت أزيد من 10 آلاف أسرة سنوياً من الولوج إلى السكن بين عامي 2018 و2023.
وأضافت شهاب أن برنامج الدعم المباشر للسكن (2024–2028) يمثل أحد أبرز هذه الآليات، إذ يوفر دعماً مالياً مباشراً يتراوح بين 70.000 و100.000 درهم حسب ثمن العقار. وذكرت أن سنة 2024 شهدت تسجيل أكثر من 157.000 طلب، مع صرف المساعدات فعلياً لفائدة نحو 50.000 مستفيد بقيمة إجمالية بلغت 3,99 مليار درهم.
وفي سياق حديثها، أكدت أن هذه المقاربة المالية الشاملة تأتي ضمن رؤية حضرية مستدامة وشاملة تنسجم مع الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى نجاح المغرب في تقليص العجز في السكن من 800.000 وحدة سنة 2012 إلى حوالي 353.000 وحدة سنة 2023.
وتنعقد هذه الدورة بمشاركة أكثر من 1200 مشارك، بينهم نحو أربعين وزيراً، بهدف اعتماد الخطة الاستراتيجية للفترة 2026–2029 الرامية إلى تعزيز الولوج إلى السكن اللائق، وضمان الأمن العقاري، وتوفير الخدمات الأساسية، خاصة في الأحياء العشوائية.
ويشارك المغرب في هذه الدورة بوفد رسمي يرأسه سفير المملكة لدى كينيا والممثل الدائم لدى موئل الأمم المتحدة، عبد الرزاق لعسل، ويضم إلى جانبه فاطنة شهاب، ونائبة السفير سهام مرابط، والمكلفة بالتعاون متعدد الأطراف بوزارة إعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، نهال بوعردة.