بعد سنوات طويلة ظل فيها المجال الجوي للصحراء مرتبطًا بجزر الكناري، قرر المغرب أن يُدير الأجواء بنفسه، وينهي بذلك ترتيبات قديمة تعود إلى زمن الاستعمار.
لم يعد برج المراقبة في إسبانيا هو من يتحكم في الرحلات التي تمر فوق أقاليمه الجنوبية، بل أصبحت الرباط هي صاحبة القرار والسيطرة.
وراء هذا التغيير اتفاق تم التوصل إليه بعد مفاوضات دقيقة مع مدريد، اتفاق لم يكن سهلًا، لكنه يُمثل لحظة فارقة في مسار استكمال السيادة المغربية. فالأمر لا يتعلق فقط بمسألة تقنية، بل بخطوة سياسية تعزز الحضور المغربي فوق أرضه وفي سمائه.
التحول أربك خصوم المغرب، وخلق حالة من التوتر في صفوف جبهة البوليساريو، في حين بدا أن الجزائر، رغم محاولاتها، لم تستطع أن تُغيّر مجرى الأحداث.
الرسالة واضحة: المغرب يواصل تثبيت أركان سيادته، بخطوات محسوبة وهادئة، لكنها مؤثرة. الأرض تحته مستقرة، والسماء من فوقه باتت في قبضته.