توقف الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، عند الدور الهام و القوي للأجهزة الأمنية من مسؤوليات جسيمة للحفاظ على الأمن الداخلي والخارجي، في إشادة من أعلى سلطة في البلاد بالدور الذي تلعبه المؤسسات الأمنية الوطنية في الحفاظ على استقرار المملكة، بعدما أكد جلالة الملك محمد السادس إلى وجود جهات تستهدف المؤسسات الأمنية، قائلا “دبروا حملة واسعة لتشويه صورة مؤسساتنا الأمنية، ومحاولة التأثير على قوتها وفعاليتها في الحفاظ على أمن واستقرار المغرب، إضافة إلى الدعم والتنسيق الذي تقوم به في محيطنا الإقليمي والدولي باعتراف عدد من الدول نفسها”.
ويرى المحلل السياسي محمد بودن ،رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية أن المؤسسات الأمنية الوطنية تمثل ركنا ركينا في معادلة النجاح المغربي باحترافية و كفاءة ويقظة مستمرة وتصميم على الأهداف، ولذلك، يبرز المتحدث، فبعض الجهات لا ترغب في رؤية المغرب كدولة افريقية ضمن نادي الكبار في المجالين الأمني والاستخباراتي، وكانت جاهزة للقيام بحملة افتراءات خبيثة في محاولة لتغطية الحقيقة الساطعة والتآمر على المغرب بذرائع و شعارات غريبة و مختلفة.
واعتبر الأستاذ الجامعي أن الخطاب الملكي يعد حاسما بخصوص مسار المغرب الذي سيتواصل “أحب من أحب وكره من كره”، مشيرا إلى تأكيد جلالته على أن بعض الأفكار الموروثة من الماضي لا ينبغي أن يبقى لها وجود و لا أثر في عالم اليوم.
وأبرز بودن ،أن الخطاب الملكي أعطى مضمونا متجددا لملحمة 20 غشت بالتأكيد على استمراريتها وجعلها اليوم مرحلة متقدمة للنظر الى المستقبل بترابط وثيق بين الرهانات الديمقراطية و التنموية داخليا و الاستحقاقات الخارجية، بمقاربة مسؤولة لمواجهة التحديات و امتصاص الأزمات وتحييد التهديدات.
وأكد أن الخطاب الملكي، الذي يمثل طاقة جديدة لأمة مقدامة و مصممة على النجاح، سيكون له صدى بعيدا بما يحقق الثمار المرجوة لأسبقيات المملكة المغربية وقضاياها الكبرى.
و اعتبر بودن أن الخطاب الملكي أكد على أن العمل كالمعتاد مع بعض الأطراف لم يعد خيارا، وبذلك قدم جلالة الملك تعريفا متجددا للسيادة مضمونها أن المغرب يأخذ مصيره بيده عبر تاريخه العريق بملكية مواطنة ضامنة و بمقاربة شجاعة و واقعية، لافتا إلى أن هذه القوة الداخلية تشكل سر مناعته و تطوره في محيطه و مشاركته المثمرة في الساحة الدولية و الإقليمية، كما يعد الخطاب الملكي، وفق السيد بودن، خطاب الثقة في النفس وإيلاء مزيد من الاهتمام للتنبيه بخصوص استهداف المملكة المغربية و رأسمالها المعنوي والمؤسساتي لأن بعض الأطراف المعادية لا ترغب في رؤية المغرب شعلة متماسكة وبلدا متطورا ومستقرا في محيط متقلب ،يستعمل كل قوته البناءة و المثل التي يؤمن بها من أجل جعل المنطقة ليس فحسب مكانا موجودا على خارطة العالم، بل من أجل معادلة متوازنة و مبنية على الاحترام المتبادل بعيدا عن النظرة الفوقية.