جمال أيت لعضام
تسبب خطأ دبلوماسي غير متوقع من جانب الحكومة الاسبانية في أزمة سياسية و اقتصادية خانقة مع المغرب أدت إلى انهيار أبجديات التعاون المشترك الاستراتيجي والدبلوماسي بين الجارتين وذلك راجع إلى مواقف اسبانيا العدائية و المقصودة اتجاه سيادة المغرب على صحراءه المغربية و خصوصًا بعد الاعتراف الأمريكي الأخير حول تسوية ملف نزاع الصحراء المغربية داخل إطار مقترح الحكم الذاتي.لم يُكن لاسبانيا و لا لدبلوماسيتها ان تقع في متاهات التآمر الخارجي مع الجارة الشرقية من أجل مصالح جزائرية – أسبانية واهية و غير واعدة في المستقبل البعيد .
وعلى سبيل المثال نحيل على قصة بن بطوش من التزوير و التسريب ألى التدليس و التهريب . وقد زاد الفشل الدبلوماسي الاسباني في تهدئة الوضع الحالي مع المغرب لم يزيد العلاقات الثنائية الطين بلة و تأزمًا خصوصًا بعدما أقدمت اسبانيا على إقحام البرلمان الأوروبي في قضيتها الدبلوماسية مع المغرب في ما يتعلق بأزمة ملف الهجرة بمدينة سبتة المغربية المحتلة. تزامنًا مع هذا الطرح اللا سيادي المزعوم من طرف اسبانيا ، اعتبر البرلمان الاوروبي المملكة المغربية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجرة القاصرين والأفارقة باعتبارها ورقة ضغط دبلوماسية اتجاه دولة عضو في الاتحاد الاوروبي.
هذا الإقحام التعسفي في حسابات مضرة جيو استراتيجيا بالتعاون الاورو -متوسطي و اتفاقيات الأوروبية في مجالي الصيد البحري و التعاون الفلاحي.هذه المحاولات الاسبانية مفادها الوحيد هو صرف الراي العام المغاربي و الدولي عن حقيقة الأزمة السياسية الدبلوماسية والأسباب الجوهرية حول خلفية اندلاعها .
قرار البرلمان الاوروبي الاخير التي سخرت له الحكومة الاسبانية كل إمكاناتها الدبلوماسية و طاقتها العدائية بالضغط على نواب الاتحاد لتصويت ضد المغرب باعتباره المذنب الوحيد في ازمة هجرة القاصرين و انتهاك إتفاقية المنتظم الأممي للحقوق الطفل ، سوف يؤدي الى زيادة التصعيد في علاقات الدول الاتحاد الاوروبي مع الشريك الاستراتيجي المغربي ، و السبب هو الجارة الشمالية التي لا تامن مطلقًا بقيم مبادئ حسن الجوار ولا الاحترام المتبادل للمصالح الدولية المشتركة التي جاء بها القانون الدولي و مقتضياته.
و اخيرا ، اسبانيا و دبلوماسيتها تتشبث بأيديولوجيتها الاستعمارية العدائية ضد مصالح المغرب و مكتسباته السيادية و الوحدوية والإقليمية التي تُقدس الكرامة الوطنية و تدعم الإرادة الدستورية ،لكن في الحقيقة اسبانيا اظهرت نفاقًا دبلوماسيا و سياسيًا باستغلال ملف الهجرة كحل لوضعيتها السياسية و الاقتصادية داخل وخارج البالون الاوروبي وكسب الود السياسي الاوروبي.