نجحت مجددا اليقظة الامنية في تعزيز الأمن والحفاظ على الاستقرار خلال فترة العيد، حيث واصل رجال الأمن الوطني، بقيادة المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، جهودهم المكثفة لمحاربة الجريمة بكل أشكالها، سواء الجنائية العنيفة أو جرائم الشغب والتخريب التي تمس السلم العام. وتجلت هذه الجهود في تدخلات ميدانية حاسمة شهدتها عدة مدن كبرى، أبرزها فاس والدار البيضاء، حيث لم تتردد عناصر الشرطة في استعمال كل الوسائل القانونية، بما فيها السلاح الوظيفي، لتحييد الأخطار التي تهدد أمن المواطنين.
و في مدينة فاس، اضطر مفتش شرطة ممتاز إلى استعمال سلاحه الوظيفي مساء الأحد 8 يونيو الجاري، لتوقيف شخص يشكل خطراً حقيقياً على الأمن العام. المشتبه فيه من ذوي السوابق القضائية، ومطلوب في قضايا متعلقة بالجرائم ضد الأشخاص، رفض الامتثال لأوامر الشرطة، وحاول الاعتداء على العناصر الأمنية بواسطة سلاح أبيض.
وكانت دورية للأمن العمومي قد تدخلت لتوقيف هذا المشتبه به على خلفية تورطه في ترويج مشروبات كحولية بدون ترخيص، إضافة إلى ضرب وجرح باستعمال السلاح الأبيض. لكن مقاومته العنيفة والتصرف العدائي، عبر الرشق بقنينات زجاجية، دفع مفتش الشرطة إلى إطلاق النار على أطرافه السفلى، ما أدى إلى إصابته وإيقافه.
هذا التدخل الأمني السريع والحازم مكن من دفع الخطر الذي كان يهدد سلامة رجال الأمن وسكان الحي. وجرى نقل الموقوف إلى المستشفى تحت الحراسة الطبية، في انتظار استكمال البحث القضائي الذي أشرفت عليه النيابة العامة المختصة، لكشف ملابسات القضية وكشف الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.
و في سياق متصل، نجحت عناصر الشرطة بمنطقة أمن البرنوصي بمدينة الدار البيضاء في توقيف ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين 22 و23 سنة، مساء الأحد 8 يونيو، للاشتباه في تورطهم في أعمال عنف وتخريب متعلقة بالشغب الرياضي وقد ضبطت دوريات الأمن المشتبه فيهم متلبسين بتبادل العنف والاعتداء على بعضهم في حي سكني، بمشاركة آخرين، ما تسبب في أضرار مادية لحقت بأربع سيارات خاصة مركونة في الشارع العام.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن هذه الأعمال الإجرامية ناتجة عن خلافات سابقة بين المتورطين بسبب انتمائهم لفصيل رياضي يدعم أحد فرق كرة القدم، ما دفعهم إلى التصعيد واللجوء للعنف و تم إخضاع الموقوفين لإجراءات البحث تحت إشراف النيابة العامة، بهدف الكشف عن ملابسات القضية وتحديد جميع المتورطين المحتملين في أعمال الشغب.
و تأتي هذه العمليات ضمن استراتيجية أمنية متواصلة تعتمد على الوعي واليقظة، لمواجهة مختلف أشكال الجريمة خلال موسم الأعياد، حيث تكون الظروف مواتية لتنامي السلوكيات المشينة كالاعتداءات، وترويج المخدرات خاصة بين فئة الشباب ويحرص رجال الأمن الوطني على إظهار الحزم والصرامة في مواجهة الجانحين و”المقرقبين”، مستخدمين في ذلك كل الوسائل القانونية المتاحة، بما في ذلك السلاح الوظيفي حين تقتضي الضرورة ذلك، حفاظاً على النظام العام وسلامة المواطنين في ظل هذه الجهود، تؤكد المدرية العامة للأمن الوطني على حرصها الشديد على ضمان أمن وسلامة جميع المواطنين، وتشدد على أن الأمن مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون الجميع من أجل مغرب أكثر أمناً واستقراراً.