في تطور لافت أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، شهدت عدة مناطق في إسبانيا، صباح اليوم الثلاثاء، اضطرابًا واسعًا في خدمات الاتصالات والإنترنت، ما أدى إلى تعطل مؤسسات عمومية وشلل جزئي في بعض القطاعات الاقتصادية الحيوية.
ويأتي هذا الانقطاع غير المسبوق بعد أيام قليلة فقط من انقطاع واسع للكهرباء ضرب العاصمة مدريد ومدنًا كبرى مثل برشلونة وإشبيلية، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حارقة حول طبيعة هذه الأعطال، وتزامنها مع مواقف سياسية صريحة اتخذتها الحكومة الإسبانية في ملفين إقليميين حساسين.
وتواجه حكومة بيدرو سانشيز الآن عاصفة من التأويلات، خاصة بعد التصعيد الأخير في دعمها العلني للشعب الفلسطيني في غزة، وموقفها المتقدم بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما اعتبره مراقبون تحركًا خارج حسابات “الحياد الأوروبي التقليدي”، قد لا يمر دون كلفة.
ورغم أن الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، وعلى رأسها Telefónica وVodafone، تحدثت عن “خلل تقني قيد الإصلاح”، إلا أن غموض البلاغات الرسمية، وتكرار الأعطاب في ظرف زمني قصير، دفع البعض لطرح فرضية “الهجمات السيبرانية”، أو ما يُسمى بـ”الرد غير المعلن” من أطراف دولية منزعجة من تحول إسبانيا في ميزان الاصطفاف الجيوسياسي.
ويرى خوسي مانويل ألباريث، وزير الخارجية الإسباني، في تصريح مقتضب صباح اليوم، أن “التحقيقات جارية” دون أن يستبعد “أي احتمال، بما في ذلك التدخل الخارجي”. بينما التزمت وزارة الدفاع الصمت، في وقت تتزايد فيه الدعوات من البرلمان لإجراء مساءلة حكومية عاجلة.
ويربط محللون هذه الاضطرابات بمرحلة جديدة من “الدبلوماسية المكشوفة” التي اختارتها مدريد، خاصة بعد استدعاء سفيرها في تل أبيب للتشاور، وتأكيدها على “أهمية العدالة الدولية في وقف العدوان على المدنيين في غزة”، فضلاً عن تصريحات رئيس الحكومة الأسبوع الماضي، التي أكد فيها أن “وحدة المغرب الترابية أمر محسوم ولا رجعة فيه”.