يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع المقبل إلى السعودية وفق ما أعلنت واشنطن الجمعة، في زيارة ترمي إلى توطيد العلاقات التي غالبا ما توت رت في الآونة الأخيرة مع المملكة الحليفة للولايات المتحدة.
وقال الدبلوماسي الأميركي الرفيع دانيال بنايم في تصريح إن “هناك عملا كثيرا نريد فعله. تركيزنا منصب على برنامج عمل للدفع بالأمور قدما”، ملخ صا بذلك الروحية السائدة في واشنطن رغم التباينات الكثيرة مع السعودية.
تبدأ زيارة بلينكن إلى المملكة في السادس من حزيران/يونيو وتنتهي في الثامن منه، وتأتي فيما يقود البلدان وساطة في السودان من دون أن ينجحا حتى الآن في فرض التزام هدنات عدة بين طرفي النزاع.
وكانت الولايات المتحدة أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات في جدة مع قادة المعسكرين المتحاربين في السودان في حال توافرت نيات “جدية” على صعيد التزام وقف النار.
وسيتطر ق بلينكن خلال محادثاته مع المسؤولين السعوديين إلى “التعاون الاستراتيجي” بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية.
ويشارك الأربعاء في اجتماع وزاري يعقده مجلس التعاون الخليجي، ويرأس الخميس مع نظيره السعودي اجتماعا للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية يعقد في الرياض.
وش ك ل هذا التحالف عام 2014 لمكافحة التنظيم الجهادي وبات يضم أكثر من 80 بلدا.
وسيتطر ق الاجتماع إلى ات ساع نطاق التطر ف الجهادي بما يتخطى منطقة الشرق الأوسط، حسب المسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية إيان مك اري.
وقال مك اري “نحن نرك ز خصوصا على إفريقيا حيث تبن ت جماعات عنفية عقيدة الدولة الإسلامية في العراق والشام وتعمد إلى مهاجمة أبرياء وتدمير اقتصادات محلية وحرق مدارس ومراكز رعاية صحية وابتزاز فئات مجتمعية وتمنع إيجاد وظائف”.
وتابع “اجتماع الرياض يسل ط الضوء على أن المجتمع الدولي لا يزال موحدا في تصميمه على إبقاء تنظيم الدولة الإسلامية ضعيفا ومضعضعا ومدم را بالكامل”.
وقال مك اري إن التحالف سيجمع مئات ملايين الدولارات للمساعدة في إرساء الاستقرار في الأراضي المحر رة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، مشيرا إلى أن بلينكن سيعلن مساهمة أميركية “كبيرة”.
تأتي زيارة بلينكن بعد أسابيع قليلة على زيارة أجراها إلى المملكة مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان، وبعد نحو عام على زيارة أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن في صيف 2022 جاءت نتائجها متباينة.
والعلاقات بين واشنطن والرياض شديدة التعقيد، فإدارة بايدن تت هم المملكة الخليجية الغنية بالنفط بانتهاك حقوق الإنسان وبالدفع نحو رفع أسعار النفط الخام.
وكان بايدن دعا إلى “إعادة ضبط” للعلاقات مع السعودية بعد قرار المملكة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي خفض إنتاج النفط.
لكن الحليف السعودي الذي زو دته واشنطن كميات كبيرة من الأسلحة يؤدي دورا أساسيا في المنطقة، ولا يخفي المسؤولون الأميركيون رغبتهم بالحفاظ على متانة العلاقات.
ويبدو أن لا خيار آخر لديهم، وقد رح بوا بالتقارب الذي سج ل مؤخرا بين إيران والسعودية.
ويتوق ع أن تشغل جهود السلام في اليمن حي زا كبيرا من المحادثات التي سيجريها بلينكن في السعودية، وكذلك جهود تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل في إطار الاتفاقات الابراهيمية