حاول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إخفاء حالة “السُعار” التي تفشت في النظام الجزائري، على إثر افتتاح قنصليات مجموعة من الدول في الصحراء المغربية، وذلك بالتراجع عن إعلان دعمه للجبهة الوهمية “البوليساريو” بقمة أديس أبابا، محاولا اللعب على واجهتين بالقول أن “العلاقة بين الشعبين المغربي والجزائري قوية، و” أن الجزائر لا تملك أي ضغينة تجاه المغرب”، متناسيا أنه يستثمر جميع قواه للدفاع عن جبهة “البوليساريو” الانفصالية في القمة الإفريقية بأديس أبابا، حيث اعتبر أن نزاع الصحراء المغربية مسألة “تصفية استعمار” في القارة الإفريقية.
و حاول الرئيس الجزائري ، في حوار مع قناة “روسيا اليوم” ، تحويل الأنظار عن دعم نظامه للجبهة الوهمية ومرتزقة البوليساريو، بالقول أن “إغلاق الحدود مع المغرب كان رد فعل ونؤمن بأن امتداد الجزائر هو المغرب”، مشيرا إلى أن “المشاكل لا تحل بالمناورات وعزل الآخر، وأن الأمل قائم في عودة الأمور إلى نصابها”.
و كشف استدعاء الجزائر لسفيرها بجمهورية كوت ديفوار، للتشاور على إثر إفتتاح للكوت ديفوار قنصلية بمدينة العيون المغربي، عن “السعار” الجزائري تجاه وثيرة عمل الديبلوماسية المغربية، وتوجه الدول الأفريقية نحو التأكيد على مغربية الصحراء، وفتح قنوات ديبلوماسية جديدة، أربكت مخططات الجبهة الوهمية “البوليساريو” وصنيعتها “الجزائر”.
وعللت وزارة الخارجية الجزائرية، قرار استدعاء السفير الجزائري، بالبحث في تصريحات “مبطنة” لوزير الشؤون الخارجية الإيفواري، حيث حاولت الخارجية الجزائرية التشويش على قرار إفتتاح قنصلية كوت ديفوار بالصحراء المغربية ، معتبرة الامر بكونه يعد “ضربا للالتزام الجماعي للبلدان الإفريقية المؤسسة للاتحاد الإفريقي القاضي بالتمسك بمبادئ المنظمة والعمل على تحقيق الأهداف المكرسة في العقد التأسيسي، خاصة ما تعلق منها بضرورة الوحدة والتضامن بين الدول والشعوب والدفاع عن السيادة والوحدة الترابية واستقلال الدول الأعضاء”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، شدد على أن “كوت ديفوار كانت دائما إلى جانب المملكة وداعما رسميا لمغربية الصحراء”، مشيرا إلى أن “دعمها ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى ما قبل انطلاق المسيرة الخضراء سنة 1975”.
وكشف بوريطة أن “القرار الذي اتخذه الرئيس الإيفواري، الحسن واتارا، القاضي بفتح قنصلية عامة إلى جانب الشرفية التي تم افتتاحها الصيف الماضي بالعيون، عن طريق المصادقة الرسمية في المجلس الوزاري الذي أكده بيان الناطق الرسمي باسم الحكومة الشهر الماضي”.
وأكد وزير الشؤون الخارجية خلال اللقاء ذاته أن “العلاقات المغربية الإيفوارية جد ممتازة، بدليل الاهتمام المتزايد الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا البلد الشقيق، من خلال الزيارات المتتالية التي وصلت ست زيارات رسمية في إطار التعاون والانفتاح المغربي الإفريقي”.
و أكد بوريطة، أن “كوت ديفوار كانت حاضرة دائما ومدافعا شرسا إلى جانب المملكة في كل المعارك الدبلوماسية المتعلقة بقضية الصحراء”، موردا أن “افتتاح القنصلية العامة اليوم جاء ليؤكد تاريخ هذه العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين منذ ولاية الرئيس الراحل فيليكس أوفوي بوانيي في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله، لتستمر إلى اليوم مع الرئيس الحالي الحسن واتارا”.
وأفاد بوريطة “بفتح القنصلية العامة بالعيون نكون قد وصلنا إلى افتتاح سبع قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية، القنصلية ستلعب إلى جانب دورها السياسي في دعم مغربية الصحراء، أدوارا تسهيلية لممارسة الأعمال التجارية والاجتماعية المتعلقة بتعزيز التعاون جنوب-جنوب”.
و أكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن “ألفا من المواطنين الإيفواريين يعيشون بالأقاليم الجنوبية لوحدها”، مضيفا أن “الجانبين اتفقا على خلق 30 منحة دراسية يستفيد منها طلبة البلد الشقيق بالمؤسسات التعليمية بالعيون، في المجالات المرتبطة بالصيد البحري، التنمية المستدامة، الطاقات المتجددة، وغيرها”.
وختم المسؤول الحكومي بأن “العيون ستكون في قادم الأيام حلقة وصل تجاري مهم بين المغرب وعمقه الإفريقي، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري والخبرات الدولية”.
يذكر أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد أشرف رفقة علي كوبالي، وزير الاندماج الإفريقي والإيفواريين بالخارج، على افتتاح قنصلية عامة هي الخامسة من نوعها بمدينة العيون، بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، ورئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية.
ويأتي افتتاح هذه القنصلية الإيفوارية العامة حرصا من البلدين، المغرب وكوت ديفوار، على تفعيل توصيات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن “منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية”.