يواصل المنتخب المغربي لكرة القدم تحت 23 سنة تحضيراته المكثفة استعدادًا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024“.
تأتي هذه التحضيرات في ظل طموحات كبيرة وآمال عريضة لتحقيق نتائج مشرفة تعيد الهيبة لكرة القدم المغربية على الساحة الدولية.
لكن، يجب أن نكون واقعيين وندرك أن الطريق إلى المجد الأولمبي ليس مفروشًا بالورود، بل مليء بالتحديات والعقبات التي تتطلب جهداً وإصراراً كبيرين لتجاوزها.
خاضت العناصر الوطنية، الثلاثاء، حصتين تدريبيتين جديدتين في مدينة دارديلي، ضواحي مدينة ليون، تحت إشراف الناخب الوطني طارق السكتيوي. في الفترة الصباحية، اجتمع اللاعبون في قاعة التمارين لإجراء حصة تدريبية ركزت على رفع مستوى التحمل البدني.
أما في المساء، انتقل الفريق إلى ملعب “بروكارديير” لإجراء حصة تدريبية أخرى، شهدت مشاركة جميع اللاعبين المُنادى عليهم باستثناء أسامة العزوزي.
تركز السكتيوي في حصتي التدريب على الجانب التكتيكي، وهو أمر بالغ الأهمية في بطولة كبيرة مثل الأولمبياد. التحضير الجيد من الناحية التكتيكية يعكس الوعي بأهمية التنظيم والانضباط في مواجهة الفرق القوية.
لكن التحضير البدني والنفسي لا يقل أهمية عن التكتيك، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسة على مستوى الأولمبياد حيث تتطلب المواجهات مستوى عاليًا من التحمل والصمود أمام الضغوط الكبيرة.
يتواجد المغرب في المجموعة الثانية، إلى جانب منتخبات أوكرانيا، الأرجنتين، والعراق. هذه المجموعة تعتبر تحديًا كبيرًا للفريق، لكنها في نفس الوقت فرصة لإثبات الذات.
المنتخب الأرجنتيني، بصفته أحد أعظم الفرق في تاريخ كرة القدم، سيشكل الاختبار الحقيقي للعناصر الوطنية. أما المواجهات مع أوكرانيا والعراق، فستكون أقل صعوبة نظريًا، لكن يجب عدم الاستهانة بأي خصم.
من خلال متابعتي لتطورات الفريق، أرى أن المنتخب يمتلك الإمكانيات والطموح لتحقيق نتائج إيجابية. اللاعبون يتمتعون بمهارات فردية عالية، والطاقم الفني بقيادة السكتيوي يظهر احترافية كبيرة في التحضير. لكن ما يقلقني هو التفاوت في مستوى الاستعداد البدني بين اللاعبين، إضافة إلى بعض الغيابات المؤثرة.
في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الرياضة المغربية، يُعد تحقيق نتائج جيدة في الأولمبياد بمثابة رسالة قوية تعكس قدرة اللاعب المغربي على التحدي والإبداع.
تمثيل المغرب في محفل رياضي عالمي بهذا الحجم يتطلب جهدًا جماعيًا ودعمًا من مختلف الجهات، سواء على المستوى الرسمي أو الجماهيري. يجب أن نكون مستعدين للوقوف خلف الفريق، بغض النظر عن النتائج، لأن الروح الرياضية تتطلب منا دعم لاعبينا في كل الظروف.
في الختام، تعد هذه التحضيرات المكثفة خطوة إيجابية نحو تحقيق الأهداف المنشودة. يبقى الأمل كبيرًا في أن يقدم المنتخب أداءً يليق بتطلعات الجماهير المغربية، ويعيد البريق لكرة القدم الوطنية على الساحة الدولية.
لكن يجب أن نكون واقعيين وندرك أن كل إنجاز كبير يبدأ بخطوة، وكل نجاح يتطلب تضحية وجهدًا مستمرين. لنكن متفائلين، ولكن لنضع أقدامنا على الأرض ونعمل جميعًا من أجل دعم منتخبنا في هذه المهمة الصعبة.