نجح التقارب و التعاون الأمني بين الرباط ومدريد، في مواجهة عمليات الهجرة السرية بالبحر الأبيض المتوسط، حيث كشفت تقارير أوروبية، عن ما أسموه ” التراجع الملحوظ في عدد المهاجرين نحو إسبانيا عبر المتوسط في سياق تعزيز التعاون والتنسيق الأمني بين الرباط وكل من مدريد وبروكسيل، وهو التنسيق الذي تشيد به الحكومة الإسبانية باستمرار، وقد أدى إلى رفع الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للمغرب بشكل غير مسبوق.
و سجل تقرير “فرونتكس” دخول أكثر من 155 ألف مهاجر غير نظامي إلى أوروبا في الأشهر الاولى من عام 2022، بزيادة قدرها 86٪ عن العام السابق، حيث كشفت الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل، عن ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين يختارون العبور نحو القارة الأوروبية عبر طريق جزر الكناري، مقابل انخفاض عدد الوافدين عبر البحر الأبيض المتوسط.
وسجلت “فرونتكس” في تقرير لها زيادة نسبة الوافدين على جزر الكناري ب25 في المئة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
و عرفت نسبة المهاجرين غير النظاميين الذين اختاروا غرب البحر الأبيض المتوسط طريقا نحو أوروبا انخفاضا ب25 في المئة، حيث تمكن 9461 شخصا من العبور إلى جزر الكناري، في حين لم يصل عبر طريق البحر الأبيض المتوسط لإسبانيا سوى 6434 مهاجرا غير نظامي أغلبهم انطلق من المغرب.
وأفاد تقرير الوكالة الأوروبية، أن ما سجلته تقارير عدة من تحول المهاجرين صوب طريق الموت بجزر الكناري، فرارا من تشديد المراقبة على البحر الأبيض المتوسط، خاصة في ظل التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا، ويأتي ذلك وسط الانتقادات الحقوقية الكبيرة، التي تتهم التعاون المغربي الأوروبي في الحد من الهجرة غير النظامية، بأنه السبب وراء المآسي التي تقع بالمحيط الأطلسي ومئات الوفيات والمختفين سنويا.
وباستثناء غرب البحر الأبيض المتوسط الذي سجل تراجعا بربع المهاجرين خلال هذا العام، عرف وسط البحر الأبيض المتوسط زيادة ب44 في المئة في عدد المهاجرين الذين انتقلوا من القارة الإفريقية صوب أوروبا، وهو العدد الذي يرتفع إلى 133 في المئة زيادة بشرق المتوسط.
وكشفت تقارير اعلامية، أن التقديرات الرسمية تؤكد أن ما يفوق 100 شخص حاولوا خلال الأيام الثلاثة الماضية تجاوز كاسر الأمواج، والسباحة نحو الثغر المحتل، من مختلف الأنحاء، وشهدت الحدود بين الجانبين ضغطا كبيرا خلال الأيام الماضية، خاصة في ساعات الصباح الباكر مع اشتداد الضباب.
وأكدت ذات المصادر أن الغالبية العظمى ممن حاولوا العبور، كانوا من المغاربة، إضافة إلى وجود بعض الأشخاص من دول جنوب الصحراء، يضاعف عمل السلطات الأمنية المغربية والإسبانية، لمنع وصول المهاجرين، كما أن السلطات بمدينة سبتة تعمل بتنسيق مع السلطات المغربية على إرجاع الذين تمكنوا من العبور، من غير القاصرين، وهو الإجراء الذي يقبل به الجانب المغربي.