في تطور غير مسبوق من حيث الحجم والخطورة، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، اليوم الخميس 19 يونيو 2025، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 271 شخصاً على الأقل، جراء أكبر هجوم صاروخي ومسير تنفذه إيران منذ بدء الحرب في 13 يونيو الجاري، التي دخلت أسبوعها الثاني وسط مخاوف من اتساع رقعة المواجهة.
ضربات مكثفة وشلل جزئي في المدن الإسرائيلية
الهجوم الإيراني الذي استهدف مناطق واسعة من فلسطين المحتلة، شمل تل أبيب، بئر السبع، الجولان، الجليل، والكرمل، وأدى إلى دمار واسع وإصابة مستشفى سوروكا، أحد أهم المراكز الطبية التي تُعنى بإسعاف جنود الاحتلال المصابين في غزة.
ووفق أرقام رسمية، ارتفع عدد الجرحى إلى 972، إضافة إلى إجلاء أكثر من 5000 شخص من منازلهم المتضررة أو المهددة، في وقت أعلنت فيه قيادة الجبهة الداخلية حالة تأهب قصوى، وعادت صفارات الإنذار تدوي في عدة مناطق بعد أن ظن الجيش أن الهجوم قد انتهى.
موجات متعاقبة وخرق لخطوط الدفاع
أكد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني تضمن موجتين متتاليتين من الصواريخ والمسيرات، وجاءت الموجة الثانية بعد دقائق فقط من إعلانه زوال الخطر، ما اعتُبر إخفاقًا في تقدير التهديد المستمر. وقد أظهرت صور بثّها الإعلام الإسرائيلي لحظات اعتراض منظومة “القبة الحديدية” لصواريخ في سماء حيفا، إلا أن عدة صواريخ تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية، مسببة دمارًا ماديًا هائلًا.
الحرس الثوري يتبنى ويهدد بالمزيد
في بيان رسمي، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات الحالية تأتي في إطار عملية انتقامية مركبة، مستمرة باستخدام أكثر من 100 مسيّرة هجومية وصواريخ باليستية تستهدف مواقع عسكرية حساسة، لا سيما في تل أبيب وحيفا. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم على بئر السبع استهدف مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي المجاور لمستشفى سوروكا.
في المقابل، نفت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي وجود هدف عسكري في الموقع، متهمة إيران بـ”قصف مستشفى مدني بالصواريخ الباليستية”، في تصريح أثار ردود فعل غاضبة دوليًا.
خلفية التصعيد: حرب الظل تتحول إلى مواجهة مباشرة
يعود أصل التصعيد إلى هجوم شنته إسرائيل فجر 13 يونيو، استهدف منشآت نووية ومبانٍ سكنية في إيران، وأسفر عن مقتل عدد من العلماء العسكريين والمدنيين، وهو ما دفع طهران إلى الرد بصواريخ ومسيرات بدأت مساء اليوم ذاته، وامتدت لتشمل أهدافًا استراتيجية داخل العمق الإسرائيلي.
وتوعدت طهران بمواصلة الرد إلى حين “ردع الاحتلال عن انتهاكاته”، فيما أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن قدرات إيران السيبرانية والاستخباراتية كانت حاسمة في اختيار الأهداف وتوقيت الضربات.
قلق دولي وتلويح بالوساطة
في ظل هذه التطورات، عبّرت عواصم كبرى عن قلقها البالغ من تحول المواجهة إلى حرب إقليمية واسعة، فيما عرضت روسيا وأطراف أوروبية وساطة فورية لاحتواء التصعيد.
ومع استمرار القصف المتبادل وتصاعد أعداد الضحايا، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في غياب مؤشرات على تهدئة وشيكة أو خطوط حمراء واضحة بين الطرفين.