اتفق وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت ونظيره الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا، الجمعة، على تعزيز التعاون الأمني بين البلدي، جاء ذلك خلال محادثات بين الوزيرين، على هامش زيارة يجريها غراندي مارلاسكا إلى الرباط ليوم واحدا، وفق بيان لوزارة الداخلية المغربية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية.
وأشار البيان إلى أن المباحثات “تعلقت بتبادل المعلومات والخبرة من أجل استباق أفضل للتهديدات الناجمة عن الإرهاب والأنشطة الإجرامية وشبكات التهريب العابرة للحدود، وخاصة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر”.
وذكّر لفتيت، وفق البيان، “بمساهمة المغرب والجهود التي يبذلها في مجال محاربة الإرهاب، ومراقبة الحدود والتصدي لجميع أشكال الإجرام العابرة للحدود، مما يؤكد الالتزام الثابت للمملكة من أجل الأمن الإقليمي”.
بدوره، أشاد غراندي مارلاسكا، وفق وكالة الأنباء المغربية، “بمستوى التعاون (مع الرباط) في مجال مكافحة الإرهاب”، مذكرا بأن “سلطات البلدين نفذت خلال السنة المنصرمة 14 عملية مشتركة ضد خلايا إرهابية”، دون ذكر مكان تنفيذها.
وأشار وزير الداخلية الإسباني، إلى أن “هذه العمليات أسفرت عن اعتقال 80 شخصا”، مضيفا أن ذلك “يعكس فعالية ونجاعة التعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية”، وفي 3 يناير الحالي، أعلن الجيش المغربي، في بيان، توقيف 87 ألف مهاجر غير نظامي خلال عام 2023، ينحدر أغلبهم من إفريقيا جنوب الصحراء.
وتزداد محاولات مغاربة وأفارقة من دول جنوب الصحراء، للهجرة بطريقة غير نظامية إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، في ظل حروب واضطرابات أمنية وأوضاع اقتصادية متدهورة في دول
و أكد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن المغرب يعد “شريكا استراتيجيا من الدرجة الأولى” بالنسبة لإسبانيا، مشيدا ب “التعاون النموذجي” القائم بين البلدين في جميع المجالات وأشار رئيس الدبلوماسية الإسبانية، خلال لقاء نظم من طرف “نويفا إيكونوميكا فوروم”، أن المغرب لطالما شكل بالنسبة لجميع وزاء الخارجية السابقين ورؤساء الحكومات الإسبانية، “أولى أولويات السياسة الخارجية الإسبانية “.
وقال السيد ألباريس: “أنا أيضا من بين الذين يعتقدون بأن المغرب يعد شريكا استراتيجيا وأولوية مطلقة بالنسبة للسياسة الخارجية الإسبانية، وأن المصالح الحيوية للبلدين مرتبطة ارتباطا وثيقا”، وأوضح وزير الخارجية الإسباني، أمام ثلة من الدبلوماسيين والمسؤولين السياسيين الإسبان، أن الزمن أظهر أنه عندما يعمل البلدان معا ويتعاونان فيما بينهما، فإن ذلك يعود عليهما بالنفع المتبادل، منوها بالتطور المتواصل للعلاقات الاقتصادية القائمة بين المملكتين.
وبعد تسليطه الضوء على ارتفاع المبادلات التجارية بين بلده والمغرب خلال السنة الماضية، ذكر السيد ألباريس بأن المملكة تعد ثالث شريك اقتصادي وتجاري بالنسبة لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة من جهة أخرى، أشاد الوزير ب “التعاون النموذجي” القائم بين الرباط ومدريد في مجال محاربة الهجرة غير النظامية، وشبكات الاتجار بالبشر والمجموعات الإرهابية.
و أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، أن التعاون القائم بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية في مجالي الأمن والهجرة يتسم بـ “مستوى عال من الفعالية” وقال غراندي مارلاسكا، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إن “التعاون بين الرباط ومدريد يتسم بمستوى عال من الفعالية، لا سيما في مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومكافحة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة”.
وفي معرض تطرقه لمسألة الهجرة، أوضح المسؤول الإسباني، الذي يقوم بزيارته الأولى إلى الخارج بعد تنصيب الحكومة الإسبانية الجديدة، أن الهدف من التعاون الأمني بين البلدين يتمثل في إنقاذ الأرواح، ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر، والنهوض بهجرة قانونية وآمنة ومنظمة.
وبعد أن أبرز أهمية علاقات التعاون الوثيقة بين المغرب وإسبانيا، التي تهم العديد من القضايا والتحديات المشتركة، نوه السيد غراندي مارلاسكا بمستوى التعاون “النموذجي” في مجال مكافحة الإرهاب، مذكرا بأن سلطات البلدين نفذت، خلال السنة المنصرمة، 14 عملية مشتركة ضد خلايا إرهابية.
وأشار إلى أن هذه العمليات أسفرت عن اعتقال 80 شخصا، مضيفا أن ذلك يعكس بشكل “واضح وجلي” فعالية ونجاعة التعاون بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية.
وبعد أن أشاد بالعلاقات الأخوية التي تربط بلاده بالمغرب، سلط الوزير الإسباني الضوء أيضا على أهمية التعاون في مجال الوقاية المدنية، وخاصة في ما يتعلق بالتدخلات بعد الكوارث الطبيعية وتبادل الممارسات المثلى في هذا المجال.
ومن جهة أخرى، أشاد السيد غراندي مارلاسكا بالنجاح الذي حققته عملية “مرحبا 2023” لعبور المغاربة المقيمين بالخارج، مشيرا إلى أن ذلك يمثل دليلا آخر على التعاون الثنائي “المكثف والنموذجي”.
وفي ما يتعلق بالتنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، اعتبر السيد غراندي مارلاسكا أنه يمثل تأكيدا على العلاقات الممتازة بين البلدان الثلاثة، معربا عن يقينه بأن هذه الدورة ستكون “أفضل كأس للعالم على الإطلاق”.