أكد نزار بركة، وزير التجهيز والماء، أن المملكة المغربية تواجه اليوم تغيرات مناخية “غير مسبوقة”، مشيراً إلى أن سنة 2024 كانت من أكثر السنوات تطرفاً مناخياً في تاريخ البلاد، سواء من حيث تراجع التساقطات المطرية أو من حيث ارتفاع درجات الحرارة.
وجاء ذلك خلال عرض الوزير لتقرير المديرية العامة للأرصاد الجوية حول حالة المناخ في المغرب لعام 2024، اليوم الجمعة بالعاصمة الرباط، حيث أوضح أن درجات الحرارة ارتفعت بمتوسط بلغ 1,49 درجة مئوية فوق المعدل المناخي المرجعي (1991-2020)، وهو ما يضع المغرب ضمن دائرة الدول المعنية بالتحذيرات المناخية الدولية.
سنة “استثنائية” في تطرفها المناخي
وأوضح الوزير أن سنة 2024 سجلت عجزاً في التساقطات بلغ نحو 25%، ما جعلها السنة السادسة على التوالي من الجفاف، في وقت تراجعت فيه المساحات المغطاة بالثلوج، وتفاقمت موجات الحر، لاسيما خلال فصلي الخريف والشتاء. كما وصف الموسم الفلاحي المنقضي بأنه “الأشد جفافاً منذ ستينيات القرن الماضي”.
ورغم تسجيل فيضانات استثنائية في الجنوب الشرقي خلال شهر شتنبر الماضي، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتقليص العجز المائي، بحسب ما أكده الوزير، مما يزيد من التحديات المرتبطة بتدبير الموارد المائية وتخطيط السياسة الفلاحية والطاقية في المملكة.
المعلومة المناخية في قلب القرار السياسي
وشدد بركة على أن “المعلومة المناخية لم تعد مسألة تقنية فقط، بل أصبحت عنصراً استراتيجياً في التخطيط العمومي، وشرطاً أساسياً لأي مقاربة ناجعة للتكيف مع التغيرات المناخية”، مؤكداً على أهمية إدماج البيانات المناخية ضمن أدوات اتخاذ القرار في مختلف القطاعات.
كما أشار إلى أن المديرية العامة للأرصاد الجوية تواصل تحديث بنياتها وتعزيز قدراتها العلمية والتقنية، لتقديم خدمات مناخية أكثر دقة وجودة، بما يتلاءم مع احتياجات الفلاحة والماء والطاقة والنقل، وغيرها من القطاعات الحيوية.
نحو نظام يقظة مناخية متقدم
ويأتي هذا التقرير السنوي في وقت يتزايد فيه الطلب على البيانات المناخية الاستباقية من طرف الفاعلين العموميين والخواص، في ظل تنامي الظواهر المناخية القصوى، وهو ما دفع المغرب إلى تعزيز منظومات الإنذار المبكر وتوسيع نطاق التنبؤات الدقيقة محلياً وإقليمياً.
وأكد الوزير أن المملكة ستواصل استثماراتها في مجالات التحول البيئي والانتقال الطاقي، والرفع من النجاعة المائية، داعياً إلى تضافر الجهود لبلورة استراتيجية وطنية أكثر تكاملاً لمواجهة آثار تغير المناخ على المدى المتوسط والبعيد.