كشف تقرير رسمي، ” أن 7% من تلامذة السنة السادسة ابتدائي صرحوا بأنهم يدخنون داخـل المؤسسات التعليميـة، و12% مـن تلامذة الإعدادي صرحوا بالأمر نفسه، وشدد التقرير التقرير الصادر عن الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على أن “التدخين داخل المؤسسات التعليمية أصبح ظاهرة واضحـة بالأخص في الإعداديات والثانويات”، و أن ” تلاميذ الابتدائي والإعدادي صرحوا بأنهم يدخنون داخل المؤسسات مـن خلال إجابتهـم عـن أسـئلة الاستمارة، مـا يؤكـد غيـاب التحسـيس المنتظم بأخطـار التدخين مـن طـرف الإدارة التربوية”.
وصرح 9% مــن تلامذة الســنة السادســة ابتدائي و17% مــن تلامذة الســنة الثالثــة إعــدادي بأنهــم كانــوا ضحايـا التحــرش الجنسـي مـن طـرف زملائهم، و8% و13%، علـى التوالي، كانــوا ضحايـا التحــرش الجنــسي مــن طــرف مدرسـيهم، مقابـل 7% و11% صرحوا بتعرضهم للتحرش الجنسي مـن طـرف أطر الإدارة التربوية، وبخصــوص ظاهرة التحـرش الجنسـي في المحيط المباشر للمدرسة، صرح 10% مــن تلامذة الابتدائي و20% مـن تلامذة الإعدادي بأنهـم كانـوا ضحيـة لها، وتبقــى هــذه النسـب هــي نفســها تقريبـا فيمـا يخـص التحـرش الجنسـي عـبر الأنترنيت.
وشدد التقرير على ضرورة ربط مكتسبات التلاميذ بمحيطهم الاجتماعي والتربوي، مشيرا أن جزء هاما من التلامذة يترددون على مدارس وإعداديات لا تتوفر على البنيات التحتية الأساسية كالماء الصالح للشرب والكهرباء والمراحيض والمساكن الوظيفية، ذلك أن البنية التحتية تساهم في تحسين نتائج التلامذة، وأوضح التقرير، أن ثلث التلامذة سواء في الابتدائي أو في الإعدادي يقطنون في مساكن غير لائقة، وآباء ثلث تلامذة الإبتدائي وربع تلامذة الإعدادي أميون، وأكثر من ثلثي تلامذة الإبتدائي الإعدادي يتوفرون على كتب دينية في منازلهم وثلث منهم يتوفرون على كتب علمية.
وشدد على أن المستوى الأكاديمي لمدرسي ثلث تلامذة التعليم الإبتدائي لا يتجاوز مستوى الباكالوريا، في حين أن أغلب مدرسي السلك الثانوي الإعدادي حاصلون على الإجازة، موضحا أنه في المستوى الابتدائي نجد أن مدرسين لهم تكوين أدبي يدرسون الرياضيات والنشاط العلمي، ومدرسين لهم تكوين علمي يدرسون اللغات، وأكد التقرير أن العلاقات الجيدة بين التلامذة والمدرسين تساهم بشكل واضح في تحسين مكتسبات التلامذة في التعليم الإبتدائي، لكن يبقى أن ثلث تلامذة الإبتدائي والإعدادي ليس لهم إدراك إيجابي للمناخ العلائقي داخل مؤسساتهم.
وأشار أن تعرض التلاميذ لإغراء استهلاك المخدرات والتدخين والمشروبات الكحولية يساهم في تراجع واضح لمكتسباتهم الدراسية، حيث تعترف نسبة هامة من تلامذة الابتدائي ( 5 في المائة) و11 في المستوى الإعدادي أنها تدخن وتتناول المخدرات داخل المؤسسات التعليمية.
و نبه التقرير الصادر عن الهيئة الوطنية للتقييم بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الى ضعف التلاميذ المغاربة بمادتي اللغة الفرنسية والرياضيات، خاصة بالنسبة الذين يتابعون دراستهم في المؤسسات التعليمية العمومية، وأوضح التقرير الذي يهم تلاميذ السنة السادسة ابتدائي والثالثة إعدادي، أن 41 في المائة من التلاميذ بالسنة السادسة ابتدائي لم يكتسبوا خلال سنوات الدراسة المنصرمة المهارات اللغوية الضرورية لمتابعة الدروس في مادة اللغة الفرنسية، حيث لم تتجاوز نسبة اللذين استوعبوا المقرر بأكمله 12 في المائة فقط.
وأشار التقرير الى أن التلاميذ الذين يدرسون بمؤسسات التعليم الإبتدائي بالوسط الحضري أحسن قليلا في اللغة الفرنسية من أداء التلاميذ الممدرسين في العالم القروي، فيما يبقى أداء التلاميذ في المدارس الخصوصية أحسن من نظرائهم في المدارس العمومية، وأبرز أن 76 في المائة من تلامذة السنة الثالثة إعدادي استوعبوا أقل من 21 في المائة من المقرر الرسمي للغة الفرنسية، مقابل 11 في المائة من التلاميذ الذين استوعبوا أكثر من 91 في المائة من المقرر.
و أكد المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن غالبيـة الأساتذة الذين اختاروا مهنــة التعليــم في المغرب، لا يكون ذلك بســبب اســتعداداتهم وميولاتهم الشـخصية أو بسـبب جاذبية المهنة، وإنما مكرهين بحكــم ظروفهــم الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار المجلس في تقرير له بخصوص مهنة الأساتذة في المغرب، أن الدوافع المهيمنة لاختيار الأساتذة لمهنة التدريس، تكون الرغبة في الحصول على عمل وساعات العمل والعطل المدرسية، وقليلون هم الأساتذة اللذين تكلموا عن أسباب مثل الرغبة في العمل مع الأطفال.
وأوضح التقرير أن مباريــات توظيــف الأساتذة تلقى إقبالا كبـيـرا، ففـي دجنبر 2018 ترشـح لهـذه المباريات 220000 مرشـحا للتبـاري عـلى 15000 منصـب، اختير منهـم 149000 لاجتياز الاختبارات الكتابيـة والشـفوية.
وأبرز أن هذا الرقم لا يجعلنا نســتنتج أن مهنـة التعليـم جذابـة، ذلك أن معـدل البطالـة المرتفع جدا بــين الشــباب الحاملـيـن للشــهادات الجامعيــة لا يســمح بالإجابة بإيجاب عــن هــذا الســؤال؛ خاصــة وأن مســتوى متطلبــات ولــوج هــذه المهنة منخفــض.
وشدد التقرير على أنه من خلال اشتراطه لمستوى الإجازة لولوج مهنة التعليم، ينحاز المغرب إلى الممارسات الدولية المعمول بها في مجال توظيف الأساتذة، لكن غياب دليل مرجعي للوظائف والكفايات لا يمكن أعضاء لجنة المباراة من المواصفات التي يجب أن تتوفر في المرشحين، كما أن عدم صلاحية أدوات اختبارات المباراة يزيد في غموض عملية التوظيف.
واعتبر أن عمليات التوظيف الواسعة النطاق مارست ضغوطا على لجان التوظيف التي وجدت نفسها ملزمة بتصحيح آلاف الأوراق وإجراء مئات المقابلات الشفوية، في آجال زمنية ضيقة.
وكشف المجلس في ذات التقرير أن الدراسة التي أجراها أظهرت مستوى عال من استياء الأساتذة من التكوين الأساس الذين تلقوه في مراكز التكوين، وهذا الاستياء أقوى لدى أساتذة التعليم الابتدائي، وخاصة أولئك الذين يوجدون في بداية مسارهم المهني، وأضاف أن هذا الاستياء غالبا ما يتعلق بمدة التكوين التي تعتبر غير كافية بالنظر إلى كثافة البرامج وطولها، وضعف التكوين العملي بل وغيابه في بعض الحالات، والاستياء من جودة المكونين لأن غالبيتهم من الأساتذة الباحثين، وتعتبر مساهمتهم من حيث الممارسات البيداغوجية في الأقسام الدراسية ضعيفة.
ولفت التقرير إلى أن التكوينات المستمرة للأساتذة قليلة ومرتبطة بالمشاريع البيداغوجية لوزارة التربية الوطنية، أو تندرج في إطار شراكات مع بعض المنظمات الدولية مثل اليونسيف واليونيسكو والبنك الدولي.
وأكد أن النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية يشير بشكل عام إلى مهام التربية والتعليم التي يقوم بها الأساتذة، ولا يوجد أي نص يفصل بشكل دقيق وصريح مهام الأستاذ وواجباته، وتسمح هذه الضبابية بهامش مهم من الحرية التي تمكن الفاعلين من تنظيم زمن العمل وتأويله بمرونة، لكن بعض الممارسات المترتبة عن هذه الحرية كثيرا ما تؤثر سلبا على زمن التدريس والتعلم.
وشدد التقرير على أن سلوك الأساتذة قد يقود التلاميذ إلى النجاح كما يمكن أن يحطمهم ويعرضهم للانقطاع عن الدراسة، خاصة عندما تكون هذه السلوكات سلبية كالضعف على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي والرتابة في القسم، وعدم المبالاة بنجاج التلاميذ والمزاج السيء للأساتذة، وعدم الاحترام والميل إلى العقاب.
وقال التقرير إن جل الأساتذة الجدد يؤكدون أن زيارات المفتش لهم كانت نادرة، وفي أغلب الأحيان مستعجلة، وإن حدثت يكتفي المفتش بزيارة شكلية يراقب فيها الوثائق البيداغوجية فقط.
وأبرز التقرير أن الصعوبات التي يشتكي منها الأساتذة هي ظروف العمل غير المواتية من قبيل الاكتظاظ وضعف مستوى التلامذة، والصعوبات المرتبطة بالمناطق القروية بسبب البعد والعزلة وندرة وسائل النقل، وصعوبة إيجاد سكن لائق، يضاف إليها الوضعية الاجتماعية الهشة لتلاميذ الأحياء الشعبية الحضرية والقروية الذين ينقلون أوضاعهم الحياتية إلى الأقسام الدراسية، وانعدام الأمن والخوف خاصة بالنسبة للأستاذات، إضافة إلى الصعوبات التي يوجهها الأساتذة في علاقتهم مع أولياء التلاميذ، ومنها ضعف التزام الآباء بتتبع تمدرس أطفالهم، والمواقف الاحتجاجية لبعض أولياء التلاميذ الذين لا يترددون في المجيء إلى المدرسة، وانتظار وقت خروجهم منها، أو يطلبون مقابلة المدير، إلى جانب مواقف الآباء السلبية من الأساتذة أطر الأكاديميات.