أكد المدير العام للمدرسة المغربية لعلوم المهندس (EMSI)، محمد السعيدي، مساء الاثنين بطنجة، أن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي بصدد إحداث ثورة جديدة في أنماط التربية والتعليم.
وأشار المحاضر، في أولى ندوات الدورة الثامنة لمهرجان العلوم المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “العلوم والابتكار والتنمية المستدامة”، إلى أن “التكنولوجيات الغامرة وصلت مستوى من النضح يتيح لها التأثير على العديد من المجالات، لاسيما التربية والتعليم”، مضيفا “أن الحقبة الرقمية المقبلة ستقوم بتغيير العديد من الأشياء، إن لم يكن كلها”.
وقال السيد السعيدي، أمام ثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين والمهتمين بالعلوم، “نحن بصدد عيش ثورة جديدة، تقودها التكنولوجيات الغامرة من قبيل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع الممتد والميتافيرس”، موضحا أن هذه التكنولوجيات ستساهم بالتأكيد في تحسين جودة التعليم.
في هذا السياق، استعرض المحاضر نتائج دراسة على الصعيد الدولي حول تأثير التكنولوجيات الغامرة على التعليم مقارنة بالنتائج المحققة في الفصول الدراسية، والتي تشير إلى أن هذه التكنولوجيات أسرع بأربع مرات في التكوين مقارنة مع الفصول الدراسية، وأكثر ب 275 في المائة موثوقية في تطبيق الكفاءات المكتسبة بعد التكوين، واكثر ب 3,75 مرة فيما يتعلق بالارتباط العاطفي بالمحتوى الملقن، وتزيد تركيز المتعلمين ب 4 مرات مقارنة مع التعليم الالكتروني (E.learning).
كما أشار المحاضر إلى مزايا استخدام هذه التكنولوجيات لإحداث بيئات تعليمية أكثر تفاعلية وإلزاما وقابلية للتأقلم، بالإضافة إلى قدرتها على مساعدة الطلبة على استيعاب المفاهيم الصعبة بشكل أفضل واكتساب الكفاءات التطبيقية.
في هذا السياق، سرد مجموعة من الأمثلة لإدماج هذه التكنولوجيات في التعليم من قبيل “جامعات الميتافيرس” و”التوأم الرقمي” للأشياء، وخلق “أفاتار” المعزز بالذكاء الاصطناعي لمحاكاة الأساتذة، أو توليد “هولوغرام” (الصورة المجسمة) للمرضى لتنفيذ الأشغال التطبيقية بالنسبة لطلبة جامعات الطب، إلى جانب عدد من الأمثلة لتطبيقات التقنيات الغامرة في مختلف مجالات التعليم، لا سيما في مجالات العلوم والرياضيات والهندسة والعمارة والفنون والطب.
علاوة على ذلك، تطرق السيد محمد السعيدي إلى التحديات المتعلقة باعتماد هذه التكنولوجيات في قطاع التربية والتعليم، بالإضافة إلى أفضل الممارسات لدمج هذه الأدوات التعليمية المبتكرة في برامج التدريب والتكوين.
وتطرق المحاضر إلى تجربة “المركز التفاعلي الرقمي” في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنكرير، والذي افتتح أوائل سنة 2020 من أجل تطوير ونقل التكنولوجيات المتعلقة بالواقع الافتراضي، والذي يقدم تكوينات وتدريبات تتمحور حول “أكاديمية الواقع الافتراضي” و”التعليم 3.0″ و”الأشغال الذكية”، كما يقدم تدريبات خاصة في مجالات الهندسة المعمارية والطب والهندسة عبر تقنيات الواقع المعزز.
واستعرض مجموعة من أمثلة الابتكارات المنجزة على صعيد المركز، لاسيما إنجاز تطبيقات بالواقع الافتراضي والواقع المعزز في مجالات الطب وطب الأسنان وإنشاء متحف رقمي، وإطلاق تجربة بالتكنولوجيات الغامرة حول أهداف التنمية المستدامة