شدد ناصر بوريطة وزير الخارجية ، على أن” خطاب جلالة الملك الأخير بمناسبة المسيرة الخضراء، كان شافيا ووافيا وأبرز بوضوح معالم العقيدة الدبلوماسية المغربية بشأن الوحدة الترابية، وهو خارطة طريق واضحة المعالم لترسيخ مغربية الصحراء، وتحصين المكتسبات التي حققها المغرب في المحافل الدولية، وأضاف في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أن الخطاب الملكي يؤسس للطي النهائي وبكل ثقة للنزاع الإقليمي المفتعل حول مغربية الصحراء، حيث شهد الجميع كيف أن المرحلة الأخيرة عرفت زخما غير مسبوق من التطورات الهادئة والهادفة، وتابع ” يمكن اختزال العقيدة الدبلوماسية كما وضعها الملك في خطابه الأخير إلى ثلاث عناصر أساسية، أولها أن مغربية الصحراء حقيقة تاثبة لا رجعة فيها، وثانيها أن المغرب بقدر ما لا يتفاوض على صحرائه فهو منخرط بشكل بناء في المسلسل الأممي بهدف إيجاد حل سياسي سلمي نهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة، والمحور الثالث هو المسيرة التنموية الشاملة للأقاليم الجنوبية التي يحرص عليها الملك”.
وأوضح بوريطة أن الملك أكد أن مغربية الصحراء قضية تابثة لا نقاش فيها بحكم التاريخ والشرعية وإرادة أبنائها، والاعتراف الدولي يالمتزايد، وهو ما يعكس بحسبه رسالة واضحة وقوية للجميع من شأنها رفع أي لبس أو تأويل مغلوط للموقف الوطني للملكة، ذلك أن تدبير قضية الصحرءا يتم في إطار سياجة المغرب الكاملة وغير القابلة للمساومة على صحرائه، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي كحل أوحد لحل هذا النزاع المفتعل، مضيفا ” نعمل على أن يكون هناك تأييد دولي أوسع للموقف المغربي من خلال القنصليات والاتفاقيات ومن خلال الإعلانات الرسمية للعديد من الدول”.
وأشار أن المغرب بقدر ماهو مقتنع بمغربية صجرائه فإنه مقتنع بشكل بناء في البحث عن حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، النابع من معارضة دولة جارة لحقوق المغرب الشرعية في استكمال وحدته الترابية، وأكد بوريطة أن تمسك المغرب بالمسار السياسي الأممي مبني على إعلانه الصريح بأن مغربية الصحراء لم تكن يوما مطروحة فوفق طاولة المفاوضات.
وأبرز أن المملكة المغربية ملتزمة بشكل كامل بدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس ومبعوثه الشخصي الجديد ستيفان دي ميستورا من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل في إطار مبادرة الحكم الذاتي ولا شيء غير ذلك.
من جهتها أشادت إيطاليا، بالجهود “الجادة وذات المصداقية” التي يبذلها المغرب في إطار الأمم المتحدة بهدف تسوية ملف الصحراء، وذكر بيان مشترك صدر في أعقاب محادثات هاتفية أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، أن إيطاليا تشيد “بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب في إطار الأمم المتحدة وتشجع كافة الأطراف على مواصلة انخراطها بروح الواقعية والتوافق”.
وأوضح المصدر ذاته أن دي مايو تطرق، خلال هذه المحادثات، إلى موقف إيطاليا من قضية الصحراء، كما هو معبر عنه في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، الموقع في 1 نونبر 2019 بالرباط، مجددا التأكيد على الدعم الإيطالي الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة المسلسل السياسي، طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما القرار رقم 2602 الصادر في 29 أكتوبر 2021.
وتجدر الإشارة إلى أن إيطاليا كانت قد أشادت في إعلان الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، بـ”الجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب” بهدف تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مؤكدة دعمها “لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل مواصلة المسار السياسي الرامي إلى التوصل إلى حل سياسي، عادل وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف” لهذه القضية.
و اتفقت المملكة المغربية وجمهورية إيطاليا على تسريع تنزيل شراكتهما الاستراتيجية متعددة الأبعاد، وذكر بيان مشترك صدر عقب مباحثات هاتفية جرت الثلاثاء بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية إيطاليا، السيد لويجي دي مايو، أن الطرفين “أشادا بالعلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب وإيطاليا، واتفقا على تسريع تنزيل الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد بين البلدين”، وأضاف المصدر ذاته أن الوزيرين جددا التأكيد على اهتمامهما البالغ بالحفاظ على الإطار القانوني الذي يربط المغرب بالاتحاد الأوروبي وتعزيزه، بما يضمن استمرار واستقرار شراكتهما الاستراتيجية.
وسجل البيان المشترك أن الجانبين أكدا على أهمية مبادرات مجلس الاتحاد الأوروبي المتعلقة باتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، كما تباحث الوزيران بشكل معمق حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التطورات الأخيرة في ليبيا.