نقصد بالمواجهة العادلة لكورونا توفير الفرصة لجميع المغاربة لتلقي اللقاح المناهض للفيروس، حيث تتضمن الخطة، التي أطلق جلالة الملك محمد السادس بدايتها، تعميمها على كافة مناطق المغرب، لغض النظر عن اعتبارات وجودها في الجغرافية، وسيكون المحدد ليس هو القرب أو البعد من المركز ولكن هو الانتماء للفئات التي جاءت في بيان الديوان الملكي، أي الفئات التي توجد في الصفوف الأولى لمواجهة كورونا وعلى رأسهم الأطباء والممرضون ورجال الأمن والدرك الملكي والجيش والقوات المساعدة والسلطات العمومية تم الأساتذة وهيئة التدريس في أي مكان كانوا.
الغرض من التلقيح هو تمكين المواطنين من مواجهة عادلة لكورونا، والتلقيح عملية علمية، اجتمع جلالة الملك بأركان الدولة لإعلان انطلاقته في القريب من الأيام، وهذا الحضور الوازن لرجالات الدولة في جلسة العمل يعني أن المعني بالموضوع هو الدولة بكليتها لا جهة من الجهات بما فيها الحكومة أو وزارة الصحة، وهي صورة تعطي مصداقية للقاح، الذي ساهم المغاربة بشكل كبير في التجارب السريرية التي جرت عليه.
لا يمكن للدولة أن تطلق حملة غير متكاملة الأركان، بما يعني أن المغرب يعمل منذ مدة ليست باليسيرة على توفير اللقاح للمواطنين، وكان جلالة الملك محمد السادس اتصل في غشت الماضي بالرئيس الصيني حول موضع المساهمة في التجارب السريرية والاستفادة من اللقاح، أي أن الإعداد للحملة بدأ منذ هذا التاريخ، لأن أي حملة تقتضي بنيات تحتية.
واليوم سوف تنطلق الحملة التعريفية باللقاح، وهي حملة تقصد الإجابة عن أسئلة المواطنين، وحتى تخوفاتهم، وهي تخوفات تزرعها السوشيال ميديا تحت عناوين عنصرية مثل “سلعة الشينوا”، مع العلم أن هذا البلد هو مهد للعلوم برمتها، ويعمل في صمت كبير حتى أصبح القوة الاقتصادية الأولى في العالم، التي تشكل مدار أية حروب تجارية، ووصل البحث العلمي هناك مستويات عليا.
وتلعب البروباغندا دورا خطيرا في ضرب مصداقية الإنتاج العلمي، والصين بقدر إنتاجها ومساهماتها العلمية بقدر تقصيرها في مجال التسويق الإعلامي، ويخلط كثير من الناس ومنهم مغرضون بين إنتاج السلع الرخيصة وبين المستوى العلمي بينما هي مجرد توجه تجاري يوازيه إنتاجا بمستويات عالية.
من خلال الحملة التواصلية سيعرف المغاربة حقيقة اللقاح وجوهره، كما ينبغي أن يعرف المغاربة أن بلدهم حاز السبق في الحصول على اللقاح وحصرية تسويه في بلدان إفريقية كثيرة، بما يعني أن اللقاح بالإضافة إلى تحقيقه للمناعة ضد كورونا سيحقق أرباحا للمغرب.
كما رافقت فترة الحجر الصحي العديد من الشائعات بدأت تنتشر الشائعات حول اللقاح، وشرعت جهات معنية من داخل مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لالتزام ينبغي لمن يرغب في التلقيح ملأه، الغرض من محتواه هو إدخال الهلع في نفوس المواطنين حتى يعزفوا عن اللقاح، الذي يعتبر اليوم الوسيلة الوحيدة للتصدي للوباء.