شدد حبوب الشرقاوي مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، على “أن التصدي الحازم للتهديدات الإرهابية “يقتضي من الجميع بذل المزيد من المجهودات، واعتماد رؤية جماعية موحدة وشاملة تروم في تجلياتها التركيز واليقظة والتتبع والشمولية في التنسيق على المستوى الوطني والدولي، وذلك بالاستعانة بنماذج أكثر تطورا من سابقاتها، تقوم على الذكاء الجماعي لتجاوز المعيقات وإيجاد صيغ مثلى نموذجية بديلة من شأنها توحيد الرؤى والمقترحات والأفكار وتصب في القضاء على نزعة التطرف عبر التوعية بالمخاطر وتعزيز الكفاءات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وأشار حبوب خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الثاني الذي ينظمه المرصد المغربي حول التطرف والعنف بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والرابطة المحمدية للعلماء، ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إلى أن “هذا التصور يقتضي خارطة طريق من شأنها رصد أية مؤشرات إرهابية، تعتمد بالأساس على مواصلة واستمرارية التعاون والتنسيق المتواصل بين مختلف الأجهزة والمصالح التقنية المختصة، وتبادل تدبير المعلومات الاستخباراتية بطريقة احترافية، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي”.
وأوضح الشرقاوي أن مشاركة المكتب المركزي للأبحاث القضائية في هذا المؤتمر، “تأتي في إطار توجهات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المبنية على الحكامة الأمنية وروح المسؤولية”.
و شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة التطرف العنيف، تحت شعار: الذكاء الجماعي في مواجهة الإرهاب وبناء استراتيجيات مكافحة التطرف العنيف والوقاية منه، الذي يعقده المرصد المغربي حول التطرف والعنف، بشراكة مع منظمة الإيسيسكو، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالمملكة المغربية، والرابطة المحمدية للعلماء، ومركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين، ومملثين عن منظمات ومؤسسات دولية وإقليمية، ومراكز للفكر والاستراتيجية.
وأكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، أن الذكاء الجماعي في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف يشكل وسيلة وغاية في نفس الوقت، وسلية تستخبر وتستشرف، وتستفيض وتستوعب، وغاية تقول إن الشراكة الإنسانية الملهمة في حد ذاتها مطلب حضاري منشود ومنظور، وأضاف أن مرامي الذكاء الجماعي تفرضها الحاجة الملحة لبناء سياسات وآليات مشتركة، بين مختلف ذوي المصلحة، وأن الإيسيسكو تنطلق من رؤية شديدة الوضوح في جعل اختصاصاتها التربوية والعلمية والثقافة منصات حيوية تتفتق عنها أفكار وخطط محكمة في مجابهة تيارات التطرف من موقع إشاعة الوعي والإدارك، وهي رؤية ينهض مركز الحوار الحضاري في المنظمة بتبعات تأطيرها وتحديد مساراتها عبر نظرة جديدة، جاء فيها إصدار موسوعة تفكيك خطاب التطرف في شراكة متميزة بين رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء.
ومن جهته، تحدث المصطفى الرزرازي، رئيس المرصد المغربي حول التطرف والعنف، عن أسباب اختيار موضوع المؤتمر، مؤكدا أنه لا تزال هناك اختلالات في التعاون الدولي بمجال مكافحة الإرهاب، ونحاول تجاوزه بالذكاء الاجتماعي، وفي كلمة مصورة أكد وايكسيونغ تشين، القائم بأعمال المدير التنفيذي للمديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة، أن الجماعات الإرهابية تنتشر في عدد كبير من مناطق النزاع، وأن جائحة كوفيد 19 زادت من حجم المشكلات الاجتماعية التي تقود إلى العنف، داعيا لمواصلة جهود المواجهة الجماعية للعنف.
ونوه عبد الواحد جمالي الإدريسي، منسق مصالح مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بأهمية إعادة تأهيل مرتكبي جرائم العنف والإرهاب، وإعادة صياغة سلوكهم، مستعرضا برامج المؤسسة الإدماجية للنزلاء لتعزيز مكانتهم داخل المجتمع وبناء الثقة معهم.
وأشار عبد الرحيم حنين، رئيس قطب تتبع القضايا الجنائية الخاصة والحريات العامة برئاسة النيابة العامة، إلى أن الجماعات الإرهابية طورت آلياتها، فهي توظف وتحرض من خلال شبكة الإنترنت وما توفره من تقنيات عالية وانفتاحها على جمهور واسع، وذكر محمد لوليشكي، سفير سابق في الأمم المتحدة وباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أن القضاء على ظاهرة الإرهاب تحد كبير للمجتمع الدولي، الذي يقوم بمجهودات كبيرة في هذا المجال.
وأكد كارلوس ألكسندر مونتيرو ريس، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بإفريقيا، أنه من خلال دعم عمل المكتب ينخرط المغرب في التوجهات الأممية وتدريب الدول للحصول على المعرفة ومعالجة الأبعاد المختلفة لظاهرة الإرهاب، وقال محمد بلكبير، رئيس مركز الأبحاث والدراسات في القيم بالرباطة المحمدية للعلماء، إن التطرف العنيف صناعة، فالإنسان لم يولد متطرفا، وهذا السلوك حاصل بفعل فاعل من طرف الجماعات المتطرفة، ويمكن صناعة اللا تطرف.