كشفت خبراء في الصحة، الى ” أن المناعة الجماعية تتطلب الآن الوصول إلى 87.5 في المائة من مجموع المواطنين الملقحين في حين حقق المغرب حتى الآن 55 في المائة فقط، و أن “الحماية الآن مرتبطة بتلقي اللقاح، ولن تستطيع المناعة الجماعية حماية بعض الفئات الهشة إن لم تتلق اللقاح، خصوصا أمام الطفرات الفيروسية المتواترة، وأن “أهمية الجرعة الثالثة تكمن في استدراك تجاوب بعض الفئات مع مقاومة الفيروس”، منبهين الى “نقص فعالية اللقاحات قد يبرز بالتدريج لدى البعض”.
وشدد الخبراء على أن ” المناعة الجماعية وفق الأبحاث تبدأ معالمها بالبروز فور تلقيح أو إصابة 50 في المائة من المواطنين،و أن المغرب قريب من المناعة الجماعية، لكن الأمور كلها رهينة بعدم بروز متحور جديد يربك المنظومة الصحية الوطنية، بعدما خفض متحور “دلتا” كثيرا من فعالية اللقاحات، ووفقا للدراسات الاستشرافية، فالمناعة الجماعية مرتبطة بتلقيح أكثر من 80 في المائة من المغاربة.
كشف معاذ المرابط منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، أن الوضع الوبائي في المغرب يتحسن أكثر فأكثر، والمنحى النزولي يستمر دون مفاجآت غير سارة منذ سبعة أسابيع، وأوضح المرابط، على حسابه في موقع “لينكدين”، في تعليق موجز حول الوضع الوبائي ل(كوفيد-19) بعنوان “استمرار تراجع موجة دلتا”، أن المغرب لا يزال في المستوى البرتقالي مع أربع جهات في المستوى الأخضر، وسبع جهات في المستوى البرتقالي وجهة واحدة في المستوى الأحمر، وأضاف أن معدل تكاثر سارس-كوف-2 بتاريخ 3 أكتوبر 2021 هو 0.84 (+/-0.01)، مشيرا إلى أن مستوى انتقال فيروس سارس-كوف-2 في المغرب معتدل.
وأبرز المرابط أن “البيانات الأكثر لفتا للانتباه خلال الأسبوعين الماضيين هي أن عدد المرضى الذين غادروا مصالح العناية المركزة والإنعاش بعد تحسن حالتهم الصحية، أعلى من عدد الحالات الجديدة بنفس المصالح”، مذكرا بأن مقياس العناية المركزة كان في المستوى الأحمر لمدة 17 أسبوعا متتاليا، وفيما يتعلق بعدد الوفيات، أشار إلى انخفاض بنسبة 33 في المائة هذا الأسبوع، مضيفا أن الحالات الخطيرة الجديدة انخفضت بنسبة 41 في المائة في الأسبوع الممتد من 20 إلى 26 شتنبر الماضي.
و أشاد المرابط بحسن سير الحملة الانتخابية وانتخابات الشهر الماضي في احترام للإجراءات الاحترازية والوقائية، مشيرا إلى أن “الحالات التي رصدتها بعض مقاطع الفيديو تظل مجرد استثناءات”، وتابع أن “التحدي الآن يتمثل في إنجاح الدخول المدرسي، ولكن أيضا رفع القيود الذي دخل حيز التنفيذ منذ أيام”، وذكر المرابط بأهمية عملية التلقيح والإجراءات الوقائية الفردية والجماعية، والاحترام الصارم للبروتوكول العلاجي الوطني، محذرا من “الإشاعات” التي يتم تداولها بهذا الخصوص.
وقال رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد-19، سعيد عفيف، إنه لا مشكلة في الجمع بين نوعين من اللقاحات على المستويين المناعي والعلمي، وقال عفيف،” حسب المتاح من اللقاحات ، يمكن إعطاء الشخص الذي تلقى جرعتين من لقاح (أسترازينيكا)، جرعة ثالثة إما من لقاح (سينوفارم)، أو (فايزر) والعكس صحيح (..) لذلك على المستويين المناعي والعلمي ليس هناك أي مشكل”.
وأبرز أن الفئات المستهدفة بعملية التلقيح الجديدة هم الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى بفيروس كوفيد-19، والمعرضون للخطر. ويتعلق الأمر أساسا بأشخاص تم تلقيحهم في بداية الحملة قبل 6 أشهر ، وهم “كبار السن، والمصابون بأمراض مزمنة، والمتواجدون بالخطوط الأمامية، سواء كانوا من العاملين في قطاعي التعليم والصحة أو أفراد الأمن “.
وبحسب الدكتور عفيف، فإن قرار إعطاء جرعة ثالثة جاء بعد أن لاحظت اللجنة العلمية الوطنية للتلقيح تراجع المناعة لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم قبل 6 أشهر، مضيفا “لقد لاحظنا أن هؤلاء الاشخاص وإن كانوا تلقوا جرعتين من اللقاح ، يمكن أن يصابوا بالمرض وللأسف يصل البعض منهم إلى العناية المركزة ومن أجل حمايتهم، تم اتخاذ هذا القرار على أساس علمي”، وتابع أن الجرعة الثالثة قد تهم فئات أخرى من الساكنة، مشددا على أنه “سيتم مناقشة الأمر داخل اللجنة العلمية، استنادا إلى المعطيات العلمية في جميع أنحاء العالم”.