وصف متتبعون التشكيلة الحكومية بـ”الغريبة” فيما يتعلق باستوزار عمداء مدن كبيرة، منبهين الى صعوبة الجمع بين مسؤوليات كبيرة بإدارة المدن الكبرى والوقوف على رأس وزارات كبرى، حيث وضعت نبيلة الرميلي عمدة الدار البيضاء على رأس وزارة صعبة وهي الصحة و الحماية الاجتماعية التي تحمل ملفات كبرى اليوم مع وباء “كورونا”، وتحتاج الوزارة الى جهد كبير لتنزيل مجموعة من الإصلاحات في المنظومة الصحية، الأمر الذي يدفع للتساؤل الى مدى ضعف الكفاءات بحزب التجمع الوطني للأحرار بتوريط عمدة الدار البيضاء في وزارة الصحة.
ووضعت فاطمة الزهراء المنصوري المحامية بمدينة مراكش وعمدة المدينة الحالية، على رأس وزارة الإسكان، فيما يبقى رئيس الحكومة بدوره عمدة لمدينة أكادير وعبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة رئيس المجلس الأقليمي لتارودانت المعين على راس وزارة العدل.
و ضم الحكومة الجديدة التي عينها الملك محمد السادس الخميس 24 وزيرا ووزيرا منتدبا، منهم 18 وزيرا يمثلون الأحزاب السياسية الثلاثة المشكلة للأغلبية الحكومية، والباقون بدون انتماء سياسي، فيما تم إلباس الانتماء السياسي لبعض الأسماء.
وحصل حزب التجمع الوطني للأحرار على سبعة حقائب وزارية، إضافة إلى رئاسة الحكومة، ونال حزب الأصالة والمعاصرة عدد الحقائق نفسه، في حين تحصل حزب الاستقلال على 4 حقائب وزارية، أما الوزراء بدون انتماء سياسي فعددهم ستة.
وعزيز أخنوش رئيس الحكومة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، و نبيلة الرميلي وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية حزب التجمع الوطني للأحرار، و عبد اللطيف وهبي وزير العدل الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، و فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة عن حزب الأصالة والمعاصرة
و جرى الجمعة بالرباط، حفل تسليم السلط بين عزيز أخنوش، الذي عينه جلالة الملك محمد السادس رئيسا للحكومة، وسلفه سعد الدين العثماني، وفي كلمة بالمناسبة، هنأ العثماني رئيس الحكومة الجديد على الثقة الملكية، متمنيا للحكومة الجديدة كامل العون والدعم، كما أعرب عن متمنياته لأخنوش بكامل التوفيق في أداء مهامه الجديدة خلال السنوات المقبلة خدمة للمملكة من أجل تحقيق نتائج جيدة بالنظر إلى التحديات الكبيرة، ولاسيما جائحة كورونا.
و نوه عزيز أخنوش بخصال رئيس الحكومة السابق، مشيدا بالأجواء “الجدية” التي طبعت الاشتغال داخل الأغلبية الحكومية السابقة “رغم جميع الصعوبات التي يمكن أن تمر منها أي حكومة سواء السياسية أو الظرفية أو المرتبطة بجائحة كوفيد-19، كما هنأ أخنوش العثماني على النجاح الذي ميز الحكومة السابقة التي أثمرت نتائج ومشاريع كبرى وأشرفت على تنزيل أوراش اقتصادية واجتماعية تنموية تحت قيادة الملك.
و عبر عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” عن فخره باستوزار ثلاثة أسماء من مؤسسي الحزب، ويتعلق الأمر بيونس السكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، و فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والمهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل.
وأكد وهبي في لقاء جمعه مع وزراء وبرلمانيي ورؤساء الجهات المنتمين للحزب الخميس، بالرباط، أنه سعى جاهدا لتحقيق المناصفة قدر المستطاع، مشيرا أن حزبه اليوم يعيش مرحل جديدة بدخوله إلى الحكومة.
ودعا وهبي برلمانيي وبرلمانيات الحزب إلى ضرورة الالتزام اتجاه المؤسسة التشريعية وفاءً لانتظارات المواطنات والمواطنين الذين بؤوا الحزب المرتبة الثانية خلال استحقاقات الثامن من شتنبر الماضي.