يُعتبر يوم المهاجر بالمغرب، الذي يصادف 10 غشت من كل سنة، فرصة للاحتفاء بمغاربة العالم وتقدير تضحياتهم وجهودهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية بين المغرب ودول العالم.
إلا أن هذا اليوم يأتي في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متغيرة، حيث يعاني العديد من مغاربة العالم من تحديات متعددة، سواء في بلدان المهجر أو عند عودتهم إلى أرض الوطن.
هذه التحديات لا تتوقف عند حدود دول المهجر، بل تمتد لتشمل المغرب أيضاً، حيث تواجه الجالية المغربية صعوبات مرتبطة بغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة، حيث يعود العديد من أفراد الجالية إلى المغرب في عطلات الصيف أو المناسبات العائلية ليجدوا أن الأسعار قد ارتفعت بشكل ملحوظ، مما يضع ضغوطاً إضافية على ميزانياتهم.
في هذا الصدد، قالت فريدة خنيتي برلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية في جهة الشرق، إن الجالية غير فرحة بعودتها للمغرب هذه السنة، مبرزة أن الجالية ككل سنة يدفعها حب الوطن وجمال المغرب إلى زيارة المملكة، إلا أن الغلاء الفاحش عكر هذه الفرحة.
وأضافت المتحدثة، أن أصحاب المطاعم والفنادق والمقاهي، لم يستحضروا الحس الوطني في تعاملهم مع الجالية المغربية، التي تضخ في الاقتصاد الوطني مليارات الدراهم.
وشددت البرلمانية، أن هذا الجشع يدفع العديد من مغاربة العالم في التفكير في العدول عن فكرة زيارة المغرب، وتفضيل قضاء العطلة الصيفية في دول أخرى.
ويذكر أن عدد مغاربة العالم المسجلين لدى شبكة قنصليات المملكة بلغ 5.1 ملايين شخص، حسب احصائيات سنة2021، وهو ما يمثل 15% من سكان المغرب.
وحسب البيانات التي نشرها المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في تقرير له عن المهاجرين، فإن أوروبا تستقبل 89% من المهاجرين المغاربة (4.5 ملايين من المغاربة المسجلين لدى قنصليات المملكة يقيمون في أوروبا)، فيما يتوزع البقية على أكثر من 100 بلد في العالم (في آسيا 202 ألف، وفي أفريقيا 212 ألفا، وفي أميركا 150 ألفا).
وتضم فرنسا أكبر حصة من مغاربة العالم، إذ تجاوز عددهم المليون شخص، وفي إسبانيا بلغ عددهم 900 ألف، أما في بلجيكا فقد بلغ عددهم سنة 2021 حوالي 570 ألفا، وهو ما يمثل 5% من تعداد سكان هذا البلد، وفي هولندا يوجد حوالي 415 ألف مغربي، وفي إيطاليا 423 ألفا.