كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، في تقرير نشرته يوم الأربعاء 4 يونيو الجاري، عن حادثة أثارت جدلاً واسعاً في مدينة أكادير المغربية، بعدما اتُّهم سائق سيارة أجرة بمحاولة الاحتيال على سائحتين بريطانيتين، في واقعة وثّقتها كاميرا هاتف وانتشرت على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للفيديو الذي تداولته وسائل الإعلام المحلية والدولية، يظهر السائق وهو يشتبك لفظياً مع السائحتين بشأن تعريفة الخدمة، بينما كانت إحداهن تصرخ قائلة: «سنبلغ الشرطة بأنك تسرقنا»، فيما أكدت الأخرى أن السائق تسلم مبلغاً يفوق السعر المتفق عليه.
المفاجأة جاءت حين اكتشفت إحدى السائحتين ورقة نقدية من فئة 200 درهم مخبأة بعناية تحت السيارة، يُعتقد أن السائق أخفاها متعمداً ليزعم أنه لم يتلق كامل المبلغ. وسرعان ما قامت السائحة بتوثيق الواقعة بالفيديو، ما وضع السائق في موقف محرج دفعه إلى الفرار من عين المكان على وجه السرعة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن وسائل إعلام مغربية أن السلطات المحلية بمدينة أكادير تدخلت بسرعة، وقامت بتوقيف السائق وفتح تحقيق رسمي معه للاشتباه في ارتكابه جريمة “الاحتيال وخيانة الأمانة”، بناءً على شكاية تقدمت بها السائحتان.
وأثارت الواقعة موجة استنكار واسعة في الشارع المغربي، لا سيما بعد تداول الفيديو في نشرات إخبارية وعلى منصات التواصل، وسط دعوات متزايدة لتشديد الرقابة على قطاع سيارات الأجرة، خاصة في المدن السياحية الكبرى، التي تُعد واجهة البلاد أمام الزوار الأجانب.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ أعادت إلى الأذهان وقائع مشابهة، من بينها حادثة تعود إلى عام 2023، تعرّض فيها سائح بريطاني بمدينة مراكش لفاتورة وصفت بـ«التعجيزية» مقابل نقل قصير من مطار المدينة إلى وسطها.
من جانبها، عبّرت فعاليات مهنية وسياحية عن خشيتها من التأثيرات السلبية لمثل هذه السلوكيات الفردية على سمعة المغرب كوجهة سياحية آمنة وجذابة، مشددة على ضرورة الإسراع في تفعيل الحلول التكنولوجية، وعلى رأسها تطبيقات النقل الذكية، إلى جانب تعزيز برامج التكوين والتأطير المهني لسائقي سيارات الأجرة، بما يضمن تقديم خدمات ذات جودة تحترم المعايير الدولية وتُعزّز من ثقة السياح في الوجهة المغربية.