في مشهد يكشف الوجه الآخر للسباق نحو النجاح الدراسي، تمكّنت مصالح الشرطة القضائية بأكادير، بتنسيق دقيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك شبكة منظمة يُشتبه في تورطها في تسهيل الغش خلال امتحانات الباكالوريا، وذلك خلال الساعات الأولى من صباح الخميس 29 ماي.
مصادر أمنية أفادت أن العملية انطلقت من قاعة امتحان، حيث ضبطت عناصر الأمن مرشحيْن في حالة تلبس باستعمال معدات إلكترونية دقيقة ومرتبطة بشبكات اتصال، تُستعمل في تمرير أجوبة الامتحانات. ما بدا في البداية وكأنه محاولة فردية، سرعان ما كشف عن خيوط شبكة أوسع.
تحقيقات الشرطة قادت إلى شقة وسط المدينة تحولت إلى غرفة عمليات متطورة للغش، حيث تم ضبط أستاذين يشتغلان بالتعليم الخصوصي وطالبين جامعيين، يشتبه في توليهم مهمة إعداد الأجوبة وإرسالها مباشرة إلى التلاميذ داخل قاعات الامتحان، مقابل مبالغ مالية.
المصالح الأمنية حجزت خلال العملية عدة أجهزة إلكترونية، وهواتف، وحواسيب محمولة، بالإضافة إلى إيصالات تحويلات مالية، يُعتقد أنها مرتبطة بهذا النشاط غير القانوني، والذي يشكّل تهديدًا صارخًا لقيم الاستحقاق والنزاهة.
وقد تم إخضاع جميع الموقوفين – ومن بينهم أستاذة وتلميذان – لتدبير الحراسة النظرية، ريثما يتم تعميق البحث تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض كشف كافة المتورطين ومُلابسات هذه العملية.
وتأتي هذه العملية ضمن استراتيجية أمنية أكثر صرامة، تقودها أجهزة الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، من أجل تحصين الامتحانات الوطنية من أساليب الغش الحديثة، خصوصًا في ظل توسّع استخدام التكنولوجيا بطرق تخرق قواعد المنافسة الشريفة وتُربك مبدأ تكافؤ الفرص.